في قلب السجون الإسرائيلية حيث الجدران تكتم أنفاس الحرية، يقبع أكثر من 10,800 أسير وأسيرة فلسطيني بينهم أطفال ونساء في مواجهة يومية مع آلة قمع لا تعرف الرحمة ،مشاهد متكررة من الضرب، الإذلال، التجويع، الإهمال الطبي، والتعذيب النفسي والجسدي، تجعل من هذه السجون "معتقلات موت" بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
الإفادات الواردة من داخل المعتقلات تكشف عن منظومة قمع متكاملة، تدار بوعي وإصرار لإخضاع الأسرى وكسر إرادتهم في تحد صارخ لكل القوانين الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان.
سجن "عوفر" : مختبر القمع النفسي والجسدي
يتصدر سجن عوفر قائمة المعتقلات التي تشهد تصعيدا ممنهجا في الاستهداف النفسي للأسرى عبر سياسات حرمان من أبسط مقومات الحياة وإرهاق ممنهج يهدف لإحداث انهيار نفسي وصحي.
الأسرى هناك يعانون من شح الطعام وسوئه ، انعدام النظافة، الاكتظاظ الخانق، وحرمان متعمد من العلاج.
الاقتحامات المتكررة بالغرف، باستخدام الكلاب البوليسية وقنابل الصوت، تترك خلفها إصابات جسدية خطيرة إلى جانب اضطرابات نفسية حادة تصل حد الصدمة.
سجن "جلبوع" : الصعق الكهربائي كسلاح يومي
في جلبوع تصاعدت مؤخرا عمليات التعذيب باستخدام الصعقات الكهربائية، حيث يقيد الأسرى ويساقون إلى ساحة "الفورة" لتنهال عليهم الضربات قبل صعقهم بمسدسات كهربائية بعد تبليل أجسادهم بالماء في مشهد من التعذيب الممنهج الذي يخلف فقدان وعي وجروحا غائرة.
إلى جانب ذلك يحرم الأسرى من الطعام الكافي، وتفرض إدارة السجن أدوات طعام بلاستيكية لشهر كامل في بيئة موبوءة بالأمراض وغياب تام للرعاية الطبية.
سجن "مجدو" : الجوع والجرب حتى للأطفال
يتفشى في مجدو مرض الجرب (السكابيوس) منذ أشهر ما تسبب في التهابات جلدية وآلام مبرحة للأسرى بينهم أطفال، وسط امتناع متعمد عن تقديم العلاج.
سياسة التجويع هي العنوان الأبرز، حيث تقل كميات الطعام وتردى نوعيته ما يؤدي إلى فقدان الوزن وهزال الأجساد.
سجن "النقب" : القمع في صحراء العزل
في سجن النقب الصحراوي، يتعرض الأسرى للضرب المبرح من وحدات القمع، وحوادث إطفاء السجائر في أجسادهم، واستخدام الرصاص المطاطي خلال الاقتحامات.
الإفادات تشير إلى تسجيل اعتداءات جنسية وحشية، إلى جانب الجوع المزمن والحرمان من العلاج مما يجعل من النقب بيئة اعتقال هي الأقرب لمعسكرات التعذيب الجماعي.
سجن "جانوت" : القيود والعزل وحرمان الدفاع عن النفس
المعروف سابقا بسجن نفحة وريمون، يشهد "جانوت" عمليات قمع جسدي ولفظي متكررة، وتفتيشات يومية تقيد حرية الأسرى.
تفرض إدارة السجن قيودا صارمة على زيارات المحامين، التي لا تمنح إلا كل شهر أو شهرين، إضافة إلى العزل الانفرادي المديد، وحرمان شبه كامل من التواصل مع العالم الخارجي مما يعطل أي فرصة للدفاع القانوني عنهم.
سجن الدامون : جحيم النساء خلف القضبان
الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون يواجهن انتهاكات مركبة:
* تفتيش عار ومهين عند الاعتقال والتنقل، ترافقه ألفاظ بذيئة وتهديدات بالاغتصاب.
* ضرب وسحل ومصادرة للأغراض الشخصية بما في ذلك الحجاب والجلباب.
* تقييد بالسلاسل أثناء العلاج حتى للحامل والمريضة وربط بعضهن بالكلاب البوليسية.
* إهمال طبي متعمد وحرمان من الخصوصية بوجود كاميرات في الغرف والزنازين وأبواب مفتوحة للحمامات.
* تعذيب نفسي ممنهج عبر منع الأخبار عن الأبناء إلا ما يسبب الألم وحرمان من الصور والزيارات.
مكتب إعلام الأسرى يؤكد إن ما يجري في سجون الاحتلال من عوفر وجلبوع ومجدو والنقب وجانوت وصولا إلى الدامون سياسة دولة تهدف إلى تحطيم الإنسان الفلسطيني جسدا وروحا ،هذه الممارسات تمثل انتهاكا صارخا للمادة الثالثة المشتركة من اتفاقيات جنيف الأربع التي تحظر التعذيب والمعاملة المهينة، وخرقا للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ولائحة حقوق الإنسان.
ويحمل إعلام الأسرى سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى ويدعو الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمحاكم الدولية إلى التحرك الفوري والضغط لإنهاء هذه الجرائم، وإطلاق سراح الأسرى ومحاسبة المسؤولين عن هذه السياسات التي ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.