في يوم الطفل العالمي
مركز فلسطين: الأطفال الأسرى ضحايا لسياسة الاحتلال العنصرية والانتقامية
إعلام الأسرى

اعتبر مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن الأطفال الفلسطينيين الأسرى يشكّلون ضحايا مباشرين للإرهاب الإسرائيلي وللسياسات العنصرية والانتقامية التي ينتهجها الاحتلال بحقهم داخل السجون، وفي مقدمتها التعذيب، والتجويع، والإهمال الطبي، مؤكدًا أن أوضاعهم بعد السابع من أكتوبر شهدت نقطة تحوّل خطيرة وغير مسبوقة.

وأوضح المركز، في تقريره الصادر بمناسبة يوم الطفل العالمي الذي يصادف العشرين من نوفمبر من كل عام، أن سلطات الاحتلال جعلت من اعتقال الأطفال الفلسطينيين هدفًا أساسيًّا، حيث أقدمت على اعتقال عشرات الآلاف منهم منذ احتلال الأراضي الفلسطينية، وتصاعدت هذه السياسة بصورة لافتة بعد السابع من أكتوبر 2023، مع مضاعفة إجراءات التنكيل والتعذيب بحقهم بشكل غير مسبوق.

وأكد مدير مركز فلسطين، الباحث رياض الأشقر، أن الاحتلال لا يزال يعتقل في سجونه 350 طفلًا قاصرًا، يواجهون أسوأ أشكال العذاب، ويتعرضون لكل أنماط التعذيب والتنكيل والحرمان من أبسط حقوقهم الأساسية. ومن بين هؤلاء الأطفال 145 طفلًا محكومًا بأحكام فعلية تتراوح بين عدة أشهر وعدة سنوات، بينما يحتجز الاحتلال 90 طفلًا دون أي تهمة أو محاكمة تحت ما يسمى “الاعتقال الإداري”، فيما يقبع الباقون رهن التوقيف بانتظار المحاكمة، موزّعين على سجني مجدو وعوفر بعد إفراغ سجن الدامون من الأشبال مؤخرًا.

وأضاف الأشقر أن الاحتلال ضاعف، منذ اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة قبل أكثر من عامين، من سياسة الاعتقال والتنكيل بحق القاصرين، حيث سجلت أكثر من 1650 حالة اعتقال بين الأطفال، تعرّض جميعهم ـ دون استثناء ـ لشكل من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي، حتى أولئك الذين لم يتجاوز اعتقالهم ساعات أو أيامًا قليلة.

وتبدأ رحلة التعذيب منذ اللحظة الأولى للاعتقال، من خلال اقتحام المنازل في ساعات متأخرة من الليل، والاعتداء على الأطفال أمام ذويهم، قبل نقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف التي تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الصحة العامة والرعاية، ويتعرضون فيها لمختلف أشكال الإيذاء الجسدي والضغط النفسي والحرمان.

وكشف الأشقر أن إجمالي حالات اعتقال الأطفال منذ عام 1967 تجاوز 55 ألف حالة اعتقال، فيما ارتقى خمسة شهداء أطفال داخل سجون الاحتلال. وكان آخرهم الأسير الطفل وليد أحمد (17 عامًا) من بلدة سلواد برام الله، الذي استشهد في سجن “مجدو” في مارس الماضي. وقد أكدت نتائج التشريح أن جريمة التجويع الممنهجة، وعدم حصوله على كميات كافية من الطعام، كانت السبب الرئيس في استشهاده، حيث أدت تراكميًا إلى إصابته بأعراض خطيرة وتدهور حالته الصحية.

وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال يواصل استهتاره بجميع مبادئ وقيم حقوق الإنسان التي نصّت عليها الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية الأسرى القاصرين، والتي تحظر التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة، وتعتبر هذه الممارسات جرائم حرب. ومع ذلك، يواصل الاحتلال ارتكاب مختلف أصناف التعذيب الجسدي والنفسي بحق الأطفال خلال اعتقالهم واستجوابهم.

وأضاف أن الاحتلال، وفي إطار إمعانه في التنكيل بالأطفال، لجأ خلال السنوات الأخيرة إلى سنّ العديد من القوانين والقرارات التي تسهّل اعتقالهم ومحاكمتهم، وتغليظ الأحكام بحقهم، إلى جانب توسيع سياسة الحبس المنزلي والإبعاد، خاصة في القدس.

ويتعرض الأطفال الأسرى داخل السجون لسلسلة من الإجراءات الانتقامية، أبرزها الحرمان من الزيارة منذ أكثر من عامين، والإهمال الطبي، وتكثيف الاقتحامات لغرفهم وأقسامهم من قبل الوحدات القمعية، التي لا تتورع عن الاعتداء عليهم، ورشّهم بالغاز، وتخريب ممتلكاتهم الشخصية، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة.

كما تحتجز إدارة السجون الأطفال في أقسام وغرف لا تصلح للحياة الآدمية، وتفتقر إلى شروط المعيشة الصحية، ما يتسبب بانتشار الأمراض والأوبئة، وقد أُصيب العشرات منهم بمرض الجرب (سكابيوس) نتيجة غياب أدوات النظافة، ومنع الاستحمام، ونقص المياه، وعدم عزل المصابين، إضافة إلى الاكتظاظ الشديد داخل الزنازين. وتزداد معاناتهم مع دخول فصل الشتاء، في ظل غياب وسائل التدفئة، ونقص الأغطية والملابس الشتوية.

وطالب مركز فلسطين جميع المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الطفل بتحمّل مسؤولياتها تجاه أطفال فلسطين، والتحرك العاجل لوقف ما يتعرضون له من جرائم وانتهاكات فاقت كل الحدود، وإلزام الاحتلال بتطبيق المواثيق والاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية حقوق الأطفال، وفي مقدمتها اتفاقية حقوق الطفل، ووضع حد لمعاناتهم اليومية المتفاقمة بفعل السياسات العدوانية والانتقامية الإسرائيلية.

مركز فلسطين لدراسات الأسرى

20/11/2025

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020