"بدّي هدايا عيد ميلادي": شهادة الأسيرة ماسة غزال من سجن الدامون
تقرير/ إعلام الأسرى

في سجن الدامون بأعالي الكرمل، حيث تتكدس الأسيرات الفلسطينيات في ظروف قهرية، تزداد الانتهاكات قسوة يوماً بعد يوم.

الأسيرة الجامعية ماسة عمار حسن غزال (مواليد ١٦ / ٨/ ٢٠٠٢) من مدينة نابلس، خريجة علاقات عامة واتصال تنقل صورة قاتمة عن واقع الأسيرات وزميلاتها في الزنزانة رقم 10.

تصف ماسة كيف يتكرر القمع بشكل شبه يومي إذ شهد شهر آب وحده ثماني عمليات اقتحام عنيفة، بينها حادثة تعرضت فيها إحدى الأسيرات لخلع أقراطها بالقوة على يد أربعة سجانين وضابط، ما تسبب بنزيف من أذنيها. تقول ماسة إن الضرب والصراخ والمدافشة أصبحت حالة دائمة، وإن الأسيرات لا ينمن من شدة الألم بعد كل اقتحام.

أما العلاج الطبي فمعدوم، إذ يكتفي الممرض بالقول: "ما في أدوية" حتى مع تفشي الحرارة والأمراض الجلدية.

البيئة داخل السجن تزداد سوءاً، إذ اقتحم الفئران والزواحف الزنازين، والحشرات تنتشر في الأقسام، فيما تضطر ثلاث أسيرات للنوم على الأرض بسبب الاكتظاظ.

الطعام لا يكفي ولا يسد الجوع، وغالباً ما يوزع على ثماني أسيرات قرص دواء واحد لتتقاسمه بينهن. الملابس شحيحة والأسيرات يضطررن إلى استعارتها من بعضهن، فيما تمنع بعضهن من الحصول حتى على أبسط احتياجاتهن مثل التنورة.

ورغم كل ذلك تحتفظ ماسة بقدرتها على بث رسائل إنسانية مؤثرة لعائلتها وصديقاتها. قالت: "بس أطلع جيبولي طوق ورد وزبطولي غرفتي ماما شعري طولان، البنات مكيفات عليه بدي تتعلمي تجدليلي شعري لأخوتي وحليمة، حلمت فيكوا كثير كل البنات بسلموا عليكوا"، كما باركت لشقيقتها ماسة مشروع التخرج، وخصت بتول بتحية خاصة.

أما لأهالي الأسيرات، فبعثت برسائل طمأنة مفادها أنهن ثابتات رغم القمع. وحين أنهت كلماتها همست بعبارة تختصر معاناتها الإنسانية:

"بدّي هدايا عيد ميلادي."

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020