تحية الأحرار لغزة.. دينُ الحرية في أعناق الأسرى
تقرير/ إعلام الأسرى

مع استمطار أفراح الحرية، لم ينسَ أيّ أسيرٍ محرَّر أن يبعث بتحياته وشكره وعرفانه لمجاهدي وأبناء قطاع غزة.

كان الأسرى، في كلماتهم الأولى بعد التحرر، حريصين على إظهار مشاعر الحب والفخر بأهالي غزة، شهدائها وجرحاها، مؤكدين أنهم شعروا بالخجل لأنهم سينالون حريتهم بينما يُباد أهلهم هناك تحت نيران الحرب.

لقد كان الأسرى شركاء في آلام غزة، تعرضوا لشتى صنوف العذاب، وحُرموا من زيارات ذويهم لسنوات، ومارس الاحتلال بحقهم سياسة التجويع والتنكيل. ومع ذلك، خرجوا يؤدّون التحية لغزة ومجاهديها، مؤكدين أن حريتهم دين في أعناقهم لأهلها حتى الممات.

كانت أولى كلمات المحرر أحمد قنبع من مدينة جنين، بعد نيله حريته، هي: "هل المقاومة بخير؟ هل حركة حماس بخير؟"

فقبل أن يرى أقرباءه، اطمأن أولًا على أهل غزة.

أحمد قنبع هو صاحب المقولة الشهيرة في محكمة الاحتلال: "مروح خاوة". وقد نال حريته كما أراد، بسواعد المقاومة، مودعًا حكم المؤبد و26 عامًا صدر بحقه بعد اعتقاله عام 2018، إثر تنفيذه عملية بطولية برفقة الشهيد أحمد جرار.

أما المحرر أيهم فؤاد كممجي، أحد أبطال عملية نفق جلبوع ومن سكان كفر دان في جنين، المعتقل منذ عام 2006، فقال في أولى كلماته: "أجد نفسي عاجزًا أمام أهل غزة وتضحياتهم، وأمام ما صنعوه من أساطير، تعجز الكلمات عن وصف أفعالهم، وسيمجد التاريخ فعلهم في الأرض والسموات. حين تلقيت خبر حريتي، شعرت بالخجل؛ كيف سأواجه أهل غزة بأبنائهم الأيتام وزوجاتهم الأرامل؟ بقدر حزني على من فقدنا، أفتخر وأعتز بانتمائي لهذا الشعب. فأنتم والله تاج على رأس الأمة، وأقمتم الحجة على أعظم الدول، أعزنا الله بكم وجعلنا رفقاء في الدنيا والآخرة. كل الشكر لكم."

المحرر باسم الخندقجي، الروائي والكاتب من نابلس، المحكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات، والذي واجه الأسر بالكتابة والإبداع، لم ينسَ أن يوجّه شكره وعرفانه لأهل غزة، فقال في أول رسالة له بعد التحرر: "أنا اليوم أبعث أسيرًا محررًا من السجون بفضل صمود شعبنا في غزة. أوجّه لهم أعمق عبارات الفخر والاعتزاز. السلام على غزة يوم تقاتل، ويوم تصمد في وجه الاستعمار، والسلام عليها يوم تبعثنا أحياء من السجون."

وأضاف الخندقجي: "معاناتنا في السجون لا تُقارن بما عاناه أهلنا في قطاع غزة. نحن شاركناهم ذات الخندق في الدفاع عن حقوق شعبنا، ونقف فخرًا واعتزازًا أمام صمودهم."

وقد تمكّن الخندقجي، بجهود المقاومة، من التقاط صورةٍ مع مؤلفاته التي كتبها خلال سنوات أسره، ووقّع لأول مرة على كتابٍ من إنتاج فكره المبدع.

المحرر خليل أبو عرام من يطا – الخليل، وبعد 23 عامًا من الأسر، قال: "إبعادنا إلى مصر هو طريقنا للعودة إلى فلسطين والقدس. نترحم على شهداء المقاومة الذين ضحوا بدمائهم الزكية، لأن الحرية لا تأتي إلا من هذا الباب. عاشت الحاضنة الشعبية في غزة، وعاشت مقاومتنا بكل فصائلها وأطيافها، وعاش شعبنا حتى التحرير".

أما الأسير محمد عقل من جنين، المحكوم بـ 14 مؤبدًا و40 عامًا، فقال: "بفضل الله ثم المقاومة نلتُ حريتي. أوجّه تحيتي لأهل غزة، للجرحى، ولعائلات الأسرى والشهداء، وآمل أن تكون عودتي إلى جنين وفلسطين قريبة."

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020