الأسير المقدسي علاء الدين العباسي: تحرر رفاق خليته وبقي هو رهين التنكيل والتجويع
تقرير/ إعلام الأسرى

خلق حراً، يحب الركض والملاعب ويهوى الأهداف والبطولة. تشهد له ملاعب سلوان ومباريات كرة القدم التي عشقها. أحب الحياة ما استطاع إليها سبيلاً، وله عائلة تحتاج إلى أن تذوق طعم الاستقرار ودفء الأبوة، غير أن حبه لبلاده فاق حبه للحياة وبهرجتها، ففقد عمره فداء لحرية وطنه وكرامته، وإيماناً بعدالة قضيته وطريقه النضالي. واليوم يعيش في سجون الاحتلال وسط أوضاع صحية ونفسية صعبة.

الأسير علاء الدين محمود العباسي (52 عاماً) من بلدة سلوان في مدينة القدس، هو الفرد الأخير في خلية سلوان القسامية التي يعرفها الاحتلال جيداً، إذ نال أفراد الخلية حريتهم جميعاً في صفقة الأحرار، بينما لا يزال هو معتقلاً.

يواصل مكتب إعلام الأسرى نقل أصوات الأسرى في سجون الاحتلال إلى العالم، وتفيد عدة إفادات لعدد من الأسرى المحررين خرجوا عقب صفقة طوفان الأحرار بأن الأسير العباسي بحاجة إلى متابعة طبية وحقوقية وإنسانية عاجلة نظراً لما يتعرض له الأسرى من تضييق وتجويع واعتداءات ممنهجة.

وخلال وجوده في سجن إيشل بعد نقله للعلاج، تعرض العباسي لاعتداءات وقمع متكرر كما يحدث مع بقية الأسرى، وشهدت السجون خلال الفترة الماضية عمليات اقتحام متواصلة أسفرت عن إصابات مختلفة، بينها إصابة بكسر في أنفه وجروح في جبينه جرى تقطيبها.

كما أشار أسرى محررون إلى أنه في أحد الاقتحامات ألقيت قنبلة صوت قرب رأسه ما تسبب له بمشاكل في السمع، واستمرت آثارها لفترة طويلة.

اعتقل الأسير العباسي بتاريخ 17/8/2002، وصدر بحقه بعد تحقيق قاس حكم بالسجن لمدة 60 عاماً، بتهمة الانتماء إلى خلية سلوان القسامية التي وصفها الاحتلال بأنها من أخطر الخلايا خلال انتفاضة الأقصى، وتنفيذ عدة عمليات فدائية ضد مواقع الاحتلال. وقد برز نشاطه بعد انضمامه عام 2001 إلى كتائب القسام ولاحقاً إلى خلية سلوان.

وخلال سنوات اعتقاله، حقق الأسير العباسي العديد من الإنجازات التي سطرها الأسرى بأمعائهم الخاوية، فأكمل دراسة البكالوريوس، وتعلم اللغة العبرية وأتقنها، وتعلم تجويد القرآن حتى أصبح معلماً للتلاوة داخل السجون.

فقد العباسي والده عام 2017 ولم يُتح له وداعه، ويترك خلفه زوجته وأبناءه الثلاثة الذين كبروا بعيداً عنه، والذين يُحرمون كغيرهم من عائلات الأسرى من حق الزيارة منذ إعلان حالة الطوارئ عقب حرب الإبادة على غزة.

إن الأوضاع الصحية للأسير العباسي ولرفاقه من الحركة الأسيرة تتطلب وقفة جادة لمعرفة حقيقة ما يواجهونه من تجويع وتنكيل وسط انقطاع أخبار السجون، وغياب الزيارات، وصعوبة وصول المحامين، في ظل تحذيرات الأسرى المحررين من حجم ما يجري داخل السجون بعد صفقة طوفان الأحرار وخلال حرب الإبادة على قطاع غزة.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020