إبراهيم وياسين البكري: الأسيران الأعلى حكمًا بـ9 مؤبدات مكررة بين أسرى الداخل المحتل

شهدت قرية البِعنة الواقعة في منطقة الجليل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ولادة شابين قطعا دربًا طويلاً على طريق الحرية والكرامة. عام 1981 وُلد الأسيران أبناء العمومة إبراهيم محمد البكري (44 عامًا) وياسين حسن البكري (44 عامًا)، وكان العام 2002 بداية لانطلاق بطولتيهما، وحتى اليوم لا يزالان قيد الاعتقال تحت ثقل الحكم المؤبد، من بين 115 أسيرًا فلسطينيًا، ومن بين 16 أسيرًا مؤبدًا من الأراضي المحتلة عام 1948 على وجه الخصوص.
يتشارك الأسيران البكري أمورًا كثيرة غير العمر والقرابة؛ فهما الأعلى حكمًا الآن بين أسرى المؤبدات من الداخل المحتل، يقضيان ذات الحكم لنفس التهمة ويتساويان في الألم والإجراءات القمعية والتنكيلية. وصنّفهما الاحتلال قبل أعوام قليلة تحت مسمى “أسيران خطيران أمنيًا (سجاف)”، وحرما من حقوق كثيرة كالزيارات وقطع الكانتينا، وغيرها الكثير. واليوم، في ظل استمرار حالة الطوارئ داخل سجون الاحتلال، يعاني الأسيران البكري ما يعانيه الأسرى الفلسطينيون من تنكيل وتجويع وقمع ممنهج.
عملية تقاطع ميرون
يشن الاحتلال حربًا أخرى بحق أسرى الداخل المحتل، ومن بينهم الأسيران البكري. ففي كل مرة تعلن المقاومة عن صفقة مرتقبة للأسرى، تبدأ معركة من الانتظار والصبر والدعاء لأهالي أسرى المؤبدات في الداخل المحتل، ويبقى الأمل لديهم حاضرًا حتى الرمق الأخير بأن أبنائهم سينالون حريتهم، إلا أنه في كل مرة ينتهي الأمل باستبعاد أسرى الداخل المحتل وأسمائهم وقصصهم بشكل كامل.
بدأ الأسيران البكري مرحلة نضالهما في العام 2002، فكانا مسؤولين عن عملية تقاطع ميرون (صفد)، حيث اتهم الاحتلال كلاهما بنقل منفذ العملية، التي كانت نوعية بامتياز. غادرت حافلة إيجد رقم 361 مدينة حيفا متجهة نحو صفد، وكانت تقل نحو 50 جنديًا كانوا في طريقهم لإعادة الانتشار، وعند محطة حافلات مفترق ميرون استقل استشهادي الحافلة وفجر نفسه، ما أسفر عن عدد من القتلى والجرحى.
بتاريخ 8/8/2002 تمكن الاحتلال من اعتقال ياسين وإبراهيم البكري، ونسب لهما تهم المشاركة والتخطيط للعملية. أصدرت المحكمة المركزية في حيفا حكمًا بالسجن المؤبد المكرر 9 مرات إضافة إلى 30 عامًا أخرى، ومنذ ذلك اليوم أقفلت أبواب الزنازين على الأسيرين وبدأت قصة نضال جديدة خلف القضبان.
انتهاكات منذ 23 عامًا
أمضى الأسيران البكري حتى الآن 23 عامًا في سجون الاحتلال، عقدين من الزمان كان السجن عنوان إقامتهما. حظر الاحتلال حريتهما ضمن صفقة طوفان الأحرار وحرمت عائلتهما هذا الحق. بتاريخ 16/1/2023 أعلنت هيئة شؤون الأسرى أن الأسيرين البكري تعرضا لانتهاكات أخرى، علاوة على حكم المؤبد، فرضت بحقهما منذ 1/1/2020، حيث اعتبرهما الاحتلال يشكلان خطرًا أمنيًا، وجرى حرمانهما من الحصول على مبالغ مالية تدخلها عائلتهما إلى السجن، كما حرما من حق شراء أبسط الاحتياجات كالكانتينا والملابس.
فُرضت عليهما غرامات مالية تجاوزت 30 ألف شيكل لإزالة تصنيف “خطر أمني (سجاف)” عنهما، وتعرضا لعدة تنقلات داخل السجون عقب اتهامهما بأنهما يشكلان خطرًا داخل السجن ويخططان للهرب بعد عملية نفق الحرية في سجن جلبوع، ما حرمهم حتى من حق الاستقرار في سجن واحد.
علاوة على ذلك، حرم والد ووالدة الأسير إبراهيم البكري بتاريخ 20/11/2013 من حق الزيارة بأمر من الشاباك، وقد تعرضت عائلته للتنكيل منذ تاريخ اعتقاله، حيث اعتقل الاحتلال 38 فردًا من عائلته، وكان لوالده ووالدته الحصة الكبرى، إذ اعتُقل كل منهما لمدة 5 سنوات.
أما الأسير ياسين البكري فقد واجه ألم خسارة والديه دون وداعهما، إذ توفيت والدته الحاجة آمنة البكري عام 2021، في حين توفي والده حسن البكري في شهر حزيران/يونيو 2025، تاركًا الأسير ياسين في مواجهة هذين الألمين وحيدًا داخل سجنه.




