أوجعتني دمعةٌ أبكتني كلمةٌ وأغضبتني تهنئة ..

في طبيعةِ الصباحِ الرياضيِ رأيتُ قامةً كبيرةً وأسيراً كبيراً عيناه تدمعانِ سألتُه: ما يُبكيكَ أخي؟. قال لي: رأيتُ صورةَ كريمٍ وأمي، فأبكتني هذه الصورةُ لأني فقدتُ والدتي. فقلتُ له: لا عليكَ أُمُك أنتَ كريمٍ عظيم، وسيعوضُك ربي خيرَ عوض، وأبكتني كلمةُ كريم عندما سُئل: كيف تركتَ الأسرى.. قال: تركتُ الأسرى يحملون جثامينَهم على أكتافِهم .. تذكرتُ ناصر وبسام وأبو وعر والقائمةُ تطولُ، الذين فارقونا دون استئذان.
أبكتني هذه الكلماتُ وأنا أرى كبارَ السنِ من حولي، ولكلِ واحدٍ منهم قصةٌ وحكايةٌ، وفعلاً كلُ واحدٍ منهم يحملُ جثتَه على كتفِه .. أرى روحَ ناصر تحلقُ في سماءِ كلِ السجونِ والمعتقلاتِ تنتظرُ رفاقا حتى تُعانقَ روحُهم روحَ ناصر.
يا سادة دموعُ الأسرى تنتظرُ دورَها حتى تنتقلَ إلى القسمِ الجديدِ والذي لا يحتوي إلا على جثامينِ الشهداءِ وقدّ سماهُ الأسرى قسمَ الثلاجات.
وأغضبتني تهنئةُ ذلك المسؤولِ وهو يقول: مبارك لكريم الحرية.. عن أي حريةٍ تتحدثون؟! عن الحرية التي هرمت .. عن أي تقصيرٍ تُبررون.
لن أُطيل .. يا سادةَ شعبٍ.. وقادةً .. وفصائلَ تتركُ أسراها أربعين عاماً في جلِ الأسرِ عليها مراجعةُ حساباتِها ولست أُبرؤُ إلا الذي يحملُ سلاحَه ويطوي عليه شِغافَهُ.
NULL




