الأسير المؤبد نصير عصافرة… المعتقل الأخير في خليةٍ تحرّرت وبقي هو خلف القضبان

منذ اندلاع حرب الإبادة على غزة، لم تتمكن عائلة الأسير نصير عصافرة من الحصول على حق زيارة المحامي له، أو إبلاغها بأي تفاصيل عن أوضاعه الاعتقالية والصحية، ولا عن وزنه في ظل سياسة التجويع الحاصلة في سجون الاحتلال. كل ما تعرفه العائلة أنه كان في سجن نفحة في آخر مرة عُرف فيها مكانه. وقد خرج أسرى محررون من ذات قسمه، لكن أقصى ما أخبروه لعائلته هو: ألا يقلقوا عليه، وهو ما لم يخفف شيئًا من قلقهم، في ظل متابعتهم لأخبار الأسرى في سجون الاحتلال، ويقينهم بأن الأوضاع العامة في كافة السجون سيئة للغاية.
الأسير نصير صالح عصافرة (30 عامًا)، من سكان بلدة بيت كاحل، قضاء مدينة الخليل. تؤكد عائلته أنه لم يُسمح لأي محامٍ بزيارته منذ اندلاع حرب غزة. كانوا يأملون أن ينال حريته في صفقة “طوفان الأحرار”، لكن المفاجأة كانت بعدم إدراج اسمه فيها. وهو الفرد الأخير من خليته الذي لا يزال معتقلًا حتى الآن، ويقضي حكم المؤبّد، بعد أن أُفرج عن الأسرى: قاسم عصافرة، وأحمد عصافرة، ويوسف زهور، ومحمود عطاونة، في صفقات المقاومة، في حين حُرم هو من حق الحرية. ودّعهم واحدًا تلو الآخر نحو الحرية، وبقي رهين سجون الاحتلال وتنكيله.
تعلم عائلة الأسير نصير عصافرة أنه كان متواجدًا – في آخر مرة – في سجن نفحة، ولا تعلم إن كان لا يزال هناك أم جرى نقله إلى سجن آخر. وقبل اندلاع حرب السابع من أكتوبر، كانت العائلة قد حاولت إدخال نظارة طبية له لتساعده على الرؤية، لكن لم يُسمح بذلك. ولا تعلم اليوم كيف أصبح نظره في ظل حرمانه من هذا الحق، كما لا تعرف كم أصبح وزنه في ظل سياسة التجويع، ولا إن كان مظهره قد تغيّر أم لا.
نشأ الأسير نصير عصافرة في عائلة ملتزمة، وتعلّم المرحلة الابتدائية والثانوية في مدارس بيت كاحل، ثم نال درجة البكالوريوس من جامعة القدس المفتوحة في مدينة الخليل. التحق بخلية وضعت على عاتقها السير في طريق تحرير الوطن، وتم تنفيذ عملية أدّت إلى مقتل المستوطن “ديفيد سوريك” قرب بيت لحم.
وبتاريخ 10/8/2019 اعتقل الاحتلال الأسير نصير عصافرة من بلدته، برفقة أفراد من خليته. وبعد عامين ونصف من المحاكم المؤجلة، صدر بحقه حكم نهائي يقضي بالسجن المؤبّد، إضافة إلى 15 عامًا أخرى، كما فُرضت عليه غرامة مالية بقيمة مليون شيقل ونصف. وبتاريخ 28/11/2019 هدم الاحتلال منزل الأسير نصير عصافرة، إلى جانب منازل كافة أفراد خليته.
توفّي والد الأسير نصير عصافرة خلال حرب الإبادة على قطاع غزة، وحتى الآن لا يعرف هذا الخبر. فقد كان يحلم أن يراه حرًّا، فيما تُصارع والدته اليوم المرض، وتنتظر حريته بشوق المحبة، وتتمنى لو يصلها عنه أي خبرٍ يطفئ نار شوقها.




