تقارير وحوارات

الأسير المؤبّد عبد الحليم البلبيسي: ثلاثة عقودٍ من الاعتقال بعيدًا عن الوطن والعائلة

ثلاثون عامًا سلبها الاحتلال من عمره، تنقّل خلالها بين سجونه، محرومًا من أبنائه ووطنه وحقه في الحياة. لم يُدرج الاحتلال اسمه في أيٍ من صفقات التبادل التي أُبرمت، وحتى اليوم يُعدّ أقدم أسير من قطاع غزة في سجون الاحتلال، وواحدًا من اثنين فقط ما يزالان محكومين بالسجن المؤبّد يُحرمان من حقّ الحرية.

الأسير عبد الحليم ساكب البلبيسي (56 عامًا)، من سكان مخيم جباليا في قطاع غزة، معتقل منذ تاريخ 6/12/1995، ويقضي حكمًا بالسجن المؤبّد مكرّرًا 23 مرة. ويدخل عامه الثلاثين في سجون الاحتلال وسط غيابٍ شبه تامٍّ للأخبار عن الأوضاع داخل السجون، بفعل استمرار حالة الطوارئ منذ اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة وحتى اليوم، وحرمان أهالي الأسرى من حقّ الزيارة.

ويُعتبر الأسير البلبيسي واحدًا من أسيرين اثنين محكومين بالسجن المؤبّد من قطاع غزة، ويليه من حيث الأقدمية الأسير القائد حسن عبد الرحمن سلامة (54 عامًا)، من خان يونس، المعتقل منذ 17/5/1996، والمحكوم بالسجن المؤبد 48 مرة، إضافة إلى 30 عامًا أخرى.

بدأ الأسير عبد الحليم البلبيسي أولى خطواته النضالية خلال انتفاضة الحجارة، فانضم إلى حركة الجهاد الإسلامي، وكان ناشطًا فيها. وكان مخيم جباليا يشهد آنذاك مواجهاتٍ مع الاحتلال، عقب معركة الشجاعية عام 1987، وكان للأسر البلبيسي بصمة واضحة في تلك الحقبة. وقد اعتُقل خلال الانتفاضة الأولى، ومكث في التحقيق لمدة 20 يومًا قبل أن يُفرج عنه.

وفي 6/12/1995، اعتُقل الأسير البلبيسي أثناء تواجده على معبر بيت حانون (إيرز)، حيث كان متوجّهًا لإصدار تصريح عمل، فجرى اعتقاله فورًا وتحويله إلى التحقيق، وتعرّض للضرب والتنكيل، واتُّهم لاحقًا بالمشاركة في تنفيذ عملية بيت ليد بتاريخ 22/1/1995، التي نفّذها الاستشهاديان صلاح شاكر وأنور سكر، وأسفرت عن مقتل 22 جنديًا وإصابة أكثر من 60 آخرين، وعلى إثر ذلك صدر بحقه حكم بالسجن المؤبّد المكرّر 23 مرة.

تعرّض الأسير البلبيسي لعدة انتهاكات خلال فترة اعتقاله الطويلة، حيث عمد الاحتلال إلى نقله من سجنٍ إلى آخر، وتعرّض للعزل الانفرادي مراتٍ عدة على مدار سنوات متقطعة من الاعتقال. كما تعرّضت عائلته للتضييق أثناء الزيارات، وبقيت والدته في شوقٍ إلى رؤيته حتى توفّيت عام 2007، دون أن يُتاح له وداعها إلى مثواها الأخير.

وحتى اليوم، وبعد أن تحرّر رفاقه في صفقتي وفاء الأحرار وطوفان الأحرار، بقي الأسير عبد الحليم البلبيسي وحيدًا من قطاع غزة، ومن بين قائمة الأسرى القدامى الذين يرفض الاحتلال الإفراج عنهم، بانتظار فجر حريةٍ قادمة، وعودةٍ حتميةٍ إلى غزة.

بواسطة
تقرير / إعلام الأسرى
زر الذهاب إلى الأعلى