القائد أحمد سعدات : عزل يتنقل معه والانتقام من الرمزية لا يتوقف
تقرير/ إعلام الأسرى

يشكل عزل جانوت هاجساً ثقيلًا أمام عائلات الأسرى، بعدما بات من شبه المستحيل تنفيذ زيارات محامين إلى هذا السجن، خاصة إلى قسم العزل فيه، ما يعني استفراد إدارة السجون بقيادات الحركة الأسيرة. ففي هذا المكان تُمارس عمليات الضرب المنهجي والانتقام المتكرر، ويتناوب ضباط السجون على استهداف القادة واحداً تلو الآخر، مستفيدين من حالة الطوارئ المعلنة منذ حرب السابع من أكتوبر، والتي تمنحهم غطاءً لمواصلة التعذيب والتنكيل بالأسرى.

ولا يزال أهالي الأسرى يطالبون الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية بالضغط لإنهاء حرمانهم من حق زيارة أبنائهم، بينما يواصل الاحتلال التلويح بعصا التهديد لكل أسير محرر يخرج من سجونه كي لا ينقل الصورة الحقيقية لما يجري داخلها، وإلا سيعاد اعتقاله.

وفي ظل هذه الضبابية الثقيلة التي تسيطر على السجون، يعاني الأسير القائد أحمد سعدات (72 عاماً) من اعتداءات تستهدف شخصه ورمزيته الوطنية. وبحسب شهادات أسرى تمت زيارتهم في عزل جانوت، نقل مكتب إعلام الأسرى صورة تؤكد وصول سعدات إلى عزل جانوت بعد احتجازه في عزل مجدو، حيث جرى الاعتداء عليه بشكل وحشي فور وصوله.

وأكدت عائلة سعدات أنها تمكنت من زيارته في عزل مجدو مطلع نوفمبر، وعلمت حديثاً بنقله إلى جانوت. وكان القائد قد تعرض في وقت سابق لانخفاض حاد في وزنه، فيما كانت زنزانته تُقتحم بشكل متكرر من الوحدات الخاصة وسط تفتيشات دورية وتهديدات ومعاملة قاسية، إضافة إلى تعرضه لاعتداءات جسدية متكررة بهدف الانتقام من رمزيته.

وخلال شهر مارس، وبعد نقله من عزل ريمون إلى مجدو، تعرض أيضاً للضرب وقُطعت أنفاسه تحت غطاء وضع على رأسه لمدة ثلاث ساعات في الساحة، كما أُصيب بمرض الجرب (السكابيوس) أكثر من مرة.

يُذكر أن الأسير أحمد سعدات معتقل منذ 15/3/2006 بعد اختطافه من سجن أريحا، ويقضي حكماً بالسجن 30 عاماً بتهمة القيادة في الجبهة الشعبية. ومنذ اعتقاله، يتعمد الاحتلال ملاحقته بالعزل والتنكيل بهدف الانتقام من دوره الوطني وتأثيره الواسع داخل مجتمع الأسرى والشعب الفلسطيني.

وإلى جانب سياسة العقاب الممنهج، يُحرم سعدات من العلاج المناسب ومتابعة أوضاعه الصحية, إذ يمارس الاحتلال انتقامه من جسده وهو في عقده السابع، ويواصل نقله بين العزل والسجون بشكل دوري دون مراعاة سنه أو وضعه الصحي، في محاولة لإضعاف معنوياته واستهداف رمزيته بصورة شخصية.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020