في عمره الشاب كان من المفترض أن يكون في جوار أسرته، يخطط لبناء مستقبله يرسم معالم حياةٍ هادئة ومطمئنة، لكنه ورغم ذلك بات أسيراً يعاني من آثار عزلٍ، وأمراضٍ أصبح يعاني منها بعد اعتقاله، ونقصٍ في وزنه وانقطاع تامٍ لأخباره منذ حرب السابع من أكتوبر، يحب وطنه رغم ذلك ويطمح لحريته واستطاع نيلها في عملية فريدة من نوعها.
الأسير مناضل يعقوب عبد الجبار انفيعات(29عاماً) سكان بلدة يعبد في مدينة جنين، يعاني من عزلٍ وملف صحي تعرفه عائلته فقط منذ أشهر بعد أن زارته محاميته، ومنذ ذلك الوقت تنقطع أخباره عن العائلة، وتنتظر كما آلاف العائلات أخباراً لا تسعف صبرها تتلقاها من هنا وهناك تصلها وتريح قلبها ولو قليلاً اتجاه أوضاعه الصحية والاعتقالية.
مكتب إعلام الأسرى تحدث إلى عائلة الأسير انفيعات لمعرفة تفاصيل ما يعاني منه من أوضاع صحية ومكان عزله وظروفه الاعتقالية وحكمه الذي صدر بحقه في أعقاب اعتقاله وفي أعقاب مشاركته في عملية نفق جلبوع التي تمكن خمس أسرى خلالها من انتزاع حريتهم والفرار عبر النفق قبل أن يتمكن الاحتلال من اعتقالهم في نهاية المطاف.
تقول عائلة الأسير انفيعات" آخر ما وصلنا من أخبار عن مناضل أنه متواجد في عزل جانوت، وقد تعرض لضرب شديد وأدى لوجود آثار ألم وإصابة في قدمه ويده وبأن وضعه الصحي سيء، ، ونحن نعلم بسوء هذا العزل، منذ أشهر تمكنت المحامية من زيارته مرتان، في المرة الأولى كان وضعه الصحي سيء للغاية، علمنا أنه أمضى 40 يوماً في فراشه مريضاً دون أن يستطيع الحركة وكان يتيمم الوضوء على الحائط حتى يستطيع الصلاة بقدر المستطاع، كان يعاني من آثار دوار، ويعاني من خدر في جسده، وآلام في الجهة اليمنى من القلب، وضيق النفس، وقد أخبر المحامية بأنه لا يستطيع النوم لأربع ساعات متواصلة لما يمكن أن يحدث النوم لديه من تعب في عملية التنفس".
الأسير انفيعات حصل على فحوصات للدم ونسبة الأكسجين وتبين أن صحته جيدة، وأضافت عائلته بأنهم علموا بعد زيارة محاميته الأولى بأنه حتى إذا قرر شرب ماء بارد فإن جسده يصاب بتشنج، وبأنه فقد ما يقارب ال15 كيلو من وزنه نتيجة سياسة التجويع التي تنتهجها إدارة السجون بحق الأسرى.
الأسير انفيعات يعاني كذلك من آلام في معدته لا يأكل أي طعام ولديه حموضة فيها، وأشارت عائلته بأنه كان يخلط الماء والملح والخبز حتى يتمكن من أكل الطعام نتيجة ما تعانيه معدته، حتى أن محاميته أكدت للعائلة بأنه تحدث لها ل5 دقائق في تلك الزيارة ثم أصيب بالتعب، كما وعلمت العائلة أنه ول7 أشهر لم يتمكن من حلاقة شعره، وفي الزيارة الثانية أخبرت المحامية عائلته بأن وضعه الصحي آخذُ بالتحسن.
الأسير انفيعات تلقى خلال اعتقاله خبر استشهاد أعز أصدقائه وعانى لفترة طويلة من تعب نفسي اتجاه ما وصله من أخبار غير أن الأسرى وقفوا إلى جانبه حتى استعاد صحته ورباطة جأشه.
اعتقل الاحتلال انفيعات بتاريخ 11/2/20020، وكان تعرض ما قبلها للأسر ل5 سنوات سابقة خلال اعتقالات متفرقة على خلفية انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي، وبتاريخ 6/9/2021 شارك رفقة 5 أسر آخرين في انتزاع حريته في ما عرف بعملية نفق جلبوع، وسطر معالم من البطولة لا تغادر ذهن أي فلسطيني، ولأسبوعين استطاع أن يبقى حراً، إلى أن اعتقله الاحتلال مجدداً رفقة الأسير أيهم كممجي أثناء تواجدهما في إحدى حارت مخيم جنين.
حين قرر الأسير انفيعات نيل حريته عبر عملية النفق كان موقوفاً وكانت عائلته بانتظار حريته بحكمٍ بسيط، وحين أعاد الاحتلال اعتقاله حكم بالسجن مدة عامين ونصف، ونتيجة الحكم الجديد الذي أضيف لأسرى نفق الحرية أضيف لحكمه 5 سنوات أخرى، ليصبح حكمه 7سنوات ونصف، كما وفرضت بحقه غرامة مالية بقيمة 10آلاف شيقل.
عائلة الأسير انفيعات كابدت انتهاكات متعددة في أعقاب ما حدث بعد تمكنه من انتزاع حريته عبر نفق جلبوع، وعاشت أياماً صعبة في انتظار أخبار ملاحقة الاحتلال له حتى تمكن من اعتقاله مجدداً وتواصلت معاناتها خلال محاكمه فيما بعد، وتؤكد عائلة الأسير انفيعات على أن 3 من أشقائه تعرضوا للاعتقال في أعقاب عملية نفق الحرية، وقد نال أيوب وقيصر حريتهما فيما أبقى الاحتلال على اعتقال شقيقه نضال ولا يزال موقوفاً حتى الآن دون النطق بحكم نهائي بحقه بعد.