الأسيرة المحررة ديانا مزيد.. من سجن الدامون إلى منصة التخرج
تقرير/ إعلام الأسرى

في صباح بارد من أيار/مايو 2025، دوّى طرق عنيف على باب منزل عائلة ديانا غالب عبد الكريم مزيد (مواليد 2001) في قرية عنبتا شرق طولكرم. كانت الساعة تشير إلى الرابعة فجراً حين حاصرت قوة عسكرية إسرائيلية المنزل، مدججة بما يقارب العشرين مجنداً ومجندة، يرافقهم جيبان من نوع "بوز النمر" وآخر عسكري عادي. خُلع الباب، وأُخرج أهل المنزل إلى الساحة، قبل أن يتعرف الضابط على ديانا ويطلب منها هاتفها، ليبدأ تفتيش فوضويّ عمّ أرجاء البيت.

حين أصرت على ارتداء النقاب، شدها أحد الجنود من شعرها بقسوة، ثم قيدت يداها وعصبت عيناها وسط وابل من الشتائم، لتنطلق رحلة اعتقال شاقة مرت عبر معبر "نيتساني عوز" داخل أراضي طولكرم المحتلة عام 1948، حيث وُضعت في غرفة مع ثلاثة معتقلين مقيّدي الأيدي ومعصوبي الأعين. وبعد ساعات، نقلت إلى سجن الشارون سيئ الصيت لتخضع هناك لتفتيش مهين وشتائم وتلتقي بالمعتقلة سناء دقة، قبل أن تُحول إلى مركز تحقيق سالم، وصولا إلى سجن الدامون.

داخل الدامون، عايشت ديانا ظروفا قاسية، بدأت منذ ساعات الفجر الأولى حين تعرض القسم لاقتحام عنيف، حيث جرى الاعتداء على الأسيرة "أم خليل" السبعينية من غزة بإلقائها أرضا، وإجبار أسيرة مريضة بالقلب على الجلوس بالقوة مما أدى إلى هبوط ضغطها.

فتشت قوات الاحتلال الغرف بطريقة استفزازية، بينها تفتيش عارٍ في إحدى الغرف، وسط صراخ وشتائم متواصلة، وحرمان الأسيرات من الخروج إلى "الفورة" ذلك اليوم.

كانت ديانا تقيم في غرفة رقم 3، إلى جانب الأسيرات شاتيلا، ياسمين شعبان، بنان أبو الهيجا، شهد حسن، وربى دار ناصر، حيث تقاسمن قسوة الاعتقال وضيق المكان. 

وبين جدران السجن ظل قلبها معلقا بأحبائها، تحمل القلق على عائلتها، وحنينها لخطيبها جواد، واشتياقها لوالديها وأقاربها، وتتابع أخبارهم الصغيرة والكبيرة من خلف القضبان.

في 26 حزيران/يونيو 2025، أُفرج عن ديانا بعد نحو شهر من الاعتقال، لتجد نفسها بعد يومين فقط على منصة التخرج من كلية الهندسة الصناعية في جامعة النجاح الوطنية، حاملةً شهادةً مزدانة بملح السجن ودموع الفرح، لتكتب فصلاً جديداً في حكاية صمود الأسيرات الفلسطينيات.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020