الاحتلال يواصل إحكام قبضته على 114 أسيراً مؤبداً في عزلة غير مسبوقة
تقرير/ إعلام الأسرى

بإنجاز صفقة طوفان الأحرار وتحرير عدد كبير من أسرى المؤبدات، تؤكد إحصائيات مكتب إعلام الأسرى بأن أعداد أسرى الأحكام المؤبدة الذين لا يزالون قيد الاعتقال 114 أسيراً من كافة محافظات الوطن، وينحدر 28 منهم من محافظة الخليل وحدها، و21 من محافظة نابلس و17 من محافظة رام الله، و16 من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، و9 من جنين، و7 من طولكرم، و4 من بيت لحم، و3 من محافظة أريحا، و2 من كل من محافظة قلقيلية وسلفيت، و3 من مدينة القدس المحتلة، و2 من قطاع غزة.

مكتب إعلام الأسرى يؤكد كل أسير من هؤلاء الأسرى يجسد قصة إنسانية غابت عنها شمس الحرية وتنذر أوضاعهم الحالية بمزيد من السوء نتيجة استمرار إعلان حالة الطوارئ، وانتهاج الاحتلال سياسة الضرب والتنكيل خاصة بحق هؤلاء الأسرى وقادة الحركة الأسيرة، وفي ظل استمرار سياسة التجويع والإهمال الطبي.

يلوح الاحتلال وعلى رأسه بن غفير بإصدار قانون إعدام بحق هذه الأسماء ممن نفذوا عمليات مقاومة ضد أهداف تابعة للاحتلال، وتعيش عائلات الأسرى أصحاب المؤبدات قلقاً دائماً على حياتهم، في الوقت الذي يمارس فيه الاحتلال سياسة القتل البطيء بحق أعداد كبيرة عرفت من هؤلاء الأسرى، إلا أن أعداداً أخرى لا تزال قصصهم طي الكتمان نتيجة انعدام زيارات الأهالي ووضع عراقيل متعمدة على زيارات المحامين، ونتيجة مراقبة إدارة السجون للأسير خلال زيارة المحامي له وتقييد رسالته لعائلته وممارسة طقوس الضرب عليه قبل وبعد الزيارة، ما جعل عدد كبير من الأسرى يمتنعون عن حقهم في رؤية محامي فقط كي يتخلصوا من جحيم الضرب المذل والتنقل عبر البوسطة وما يرافقه من إجراءات قمعية تحيل أجسادهم زرقاء من كثرة الضرب.

الأطول حكماً والأقدم اعتقالاً

يعتبر الأسير عبد الله غالب البرغوثي (53 عاماً) من رام الله صاحب أعلى حكم بالسجن المؤبد في سجون الاحتلال، حيث يواجه منذ اعتقاله بتاريخ 5/3/2003 حكماً مؤبداً مكرراً 67 مرة، يليه الأسير إبراهيم جميل حامد (60 عاماً) من رام الله والمعتقل منذ تاريخ 23/5/2006 ويقضي حكماً بالسجن المؤبد المكرر 57 مرة.

في حين يشير مكتب إعلام الأسرى إلى أن أقدم أسيرين موجودان في سجون الاحتلال هما من محافظة رام الله، وهما الأسيران محمود سالم أبو حربيش (60 عاماً) وجمعة إبراهيم آدم (57 عاماً) المعتقلان منذ تاريخ 31/10/1988 بتهمة تنفيذ عملية عرفت بعملية "الباص" خلال الانتفاضة الأولى حيث قاما بإلقاء زجاجات المولوتوف صوب حافلة تقل جنوداً في مدينة أريحا ما أدى لمقتل وإصابة أعداد منهم.

يعتبر الأسيران جمعة آدم ومحمود أبو حربيش علامة فارقة في سجون الاحتلال، فعلاوة على أنهما من قدامى الأسرى، فهما من عمداء الحركة الأسيرة وكلاهما معتقل ما قبل اتفاقية أوسلو، ورفض الاحتلال الإفراج عنهما في كافة الصفقات التي فرضتها المقاومة، ويعاني الأسير محمود أبو حربيش اليوم على وجه الخصوص من جملة من الأمراض التي تزيد مشقة الاعتقال، منها عدم انتظام دقات القلب وضغط الدم والكولسترول ودهون في الدم ومشاكل في فقرات العمود الفقري ومشاكل في القولون والنظر.

محافظة الخليل الأعلى رقمياً

يشير مكتب إعلام الأسرى إلى أن أعداد الأسرى من أصحاب الأحكام المؤبدة من محافظة الخليل هو الأعلى نسبةً حيث يبلغ عددهم 28 أسيراً، أقدمهم الأسير جمال عبد الفتاح الهور (55 عاماً) سكان بلدة صوريف، والمعتقل منذ تاريخ 13/11/1997 والمحكوم بالسجن المؤبد المكرر خمس مرات و18 عاماً أخرى بتهمة تشكيل خلية صوريف إحدى أشهر الخلايا التابعة لكتائب القسام والتي نفذت عمليات موجعة في صفوف الاحتلال.

ويليه الأسير وليد عبد الرسول مسالمة (51 عاماً) معتقل منذ تاريخ 17/3/2002، وهو يعاني من جملة من الأمراض والمشاكل الصحية على رأسها وجود التهابات في الحلق واللسان وحصوة في الكلى ومشاكل في التنفس وكتلة في البنكرياس وألم في الساق اليسرى، ويليهما في الأقدمية الأسيران محمد عمر خرواط (54 عاماً) المعتقل منذ تاريخ 29/4/2002، ومحمد باجس الرجبي (47 عاماً) والمعتقل منذ تاريخ 26/6/2002 والمحكوم بالمؤبد المكرر مرة و12 سنة أخرى.

أسماء وأقدميات أخرى

ويعتبر الأسيران الشقيقان محمد سعيد حسن إغبارية (57 عاماً) وإبراهيم حسن إغبارية (60 عاماً) من قدامى أسرى الداخل المحتل من مدينة أم الفحم، ومعتقلان منذ تاريخ 26/2/1992 ما قبل اتفاقية أوسلو، محكومان بالسجن المؤبد المكرر 3 مرات إضافة إلى 16 عاماً ويتهم الاحتلال كل منهما بتنفيذ عملية طعن داخل معسكر جلعاد أدت لمقتل جنود وإصابة آخرين.

ويعتبر الأسير معاذ سعيد بلال (54 عاماً) سكان مدينة نابلس أحد أقدم أسرى المحافظة والذي يتعمد الاحتلال إلغاء اسمه في أي صفقة يتم إبرامها مع المقاومة، وقد اعتقل معاذ سعيد بتاريخ 11/1/1998، وينحدر من عائلة قدمت للوطن الشيء الكبير وقد نال شقيقه عثمان حريته في صفقة طوفان الأحرار، في حين لا يزال هو يقضي حكماً بالسجن المؤبد 26 مرة و27 عاماً أخرى.

الأسير خالد عبد الرحمن شبانة (47 عاماً) سكان قرية سنجل أحد أقدم الأسرى من محافظة رام الله، وهو معتقل منذ تاريخ 29/12/2000، بتهمة مقاومة الاحتلال والانتماء لكتائب الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، في حين يعتبر الأسيران جمال عبد السلام أبو الهيجا (66 عاماً) وإسلام صالح جرار (52 عاماً) أحد أقدم أسيرين من محافظة جنين، وقد جرى اعتقالهما في ذات اليوم بتاريخ 26/8/2002.

وقدمت محافظة بيت لحم كذلك الأسير أحمد يوسف المغربي (51 عاماً) أسيراً من قدامى أسرى المحافظات، المحكوم بالسجن المؤبد المكرر 18 مرة بتهمة الضلوع في تنفيذ عدة عمليات أوقعت قتلى في صفوف الاحتلال، وهو معتقل منذ تاريخ 27/5/2002.

كما ويعتبر الأسير رائد أحمد الحوتري (53 عاماً) أحد أقدم أسرى محافظة قلقيلية، معتقل منذ تاريخ 21/3/2003 ومحكوم بالسجن المؤبد 22 مرة، وهو يعاني من سياسة الإهمال الطبي ومن جملة من الأمراض أبرزها حاجته لزراعة قرنية للعين كي لا يفقد بصره، كما يعاني من تمزق في المعدة ومشاكل في الكبد وارتفاع نسبة الدهون ومرض النقرس.

ومن محافظة سلفيت، يعتبر الأسيران يحيى محمد مرعي (23 عاماً) ويوسف سميح عاصي (24 عاماً) أقدم أسيرين في المحافظة ومعتقلان منذ تاريخ 30/4/2022، وهما محكومان بالسجن المؤبد و30 عاماً بتهمة تنفيذ عملية أدت لمقتل حارس في مستوطنة أرئيل.

طولكرم وخليتها القسامية

وقدمت محافظة طولكرم الأسير المؤبد أحمد خالد جيوسي (46 عاماً) والأقدم اعتقالاً، فهو معتقل منذ تاريخ 8/3/2002، ومتهم بتنفيذ عملية فندك باراك في نتانيا والتي أوقعت 32 قتيلاً في صفوف الاحتلال، وقد حكم عليه بالسجن المؤبد المكرر 35 مرة إضافة إلى 10 سنوات أخرى، كما قدمت أسماء قيادات كبيرة في الحركة الأسيرة ممن يتعرضون اليوم لصنوف التنكيل بشهادات قدمها ذووهم لمكتب إعلام الأسرى، وعلى رأسهم الأسير عباس محمد السيد (59 عاماً) والمعتقل منذ تاريخ 8/5/2002 والمحكوم بالسجن المؤبد المكرر 35 مرة، والأسيران فتحي رجا الخطيب (65 عاماً) المعتقل بتاريخ 8/5/2002 والمحكوم بالسجن المؤبد 29 مرة إضافة إلى 20 عاماً أخرى، والأسير مهند طلال شريم (50 عاماً) والمعتقل منذ تاريخ 7/5/2002 والمحكوم بالسجن المؤبد المكرر 29 مرة و20 عاماً أخرى، والأسير معمر فتحي شحرور (46 عاماً) المعتقل منذ تاريخ 9/5/2002 والمحكوم أيضاً بالسجن المؤبد المكرر 29 مرة و20 عاماً.

مؤبدات قطاع غزة

ويعد الأسيران عبد الحليم ساكب البلبيسي وحسن عبد الرحمن سلامة من قدامى أسرى قطاع غزة.

فالأسير عبد الحليم البلبيسي (56 عاماً) من سكان جباليا، معتقل منذ 6/12/1995، ويواجه حكماً بالسجن المؤبد المكرر 23 مرة بتهمة المشاركة في عملية بيت ليد التي أدت لمقتل 22 جندياً آنذاك.

أما الأسير حسن سلامة (54 عاماً) من خانيونس، فقد اعتقل منذ 17/5/1996، وهو محكوم بالسجن المؤبد 48 مرة بالإضافة إلى 30 عاماً أخرى. وهما الأسيران المؤبدان الوحيدان من قطاع غزة، ولم يفرج الاحتلال عن أي منهما، معتبرًا أن حريتهما تمثل تهديداً لأمنه.

آخر قلاع القدس

قدمت محافظة القدس المحتلة ثلاثة أسرى من أصحاب الأحكام المؤبدة، وهم: الأسير أكرم إبراهيم القواسمي (51 عاماً) والمعتقل منذ 28/3/1996، والمحكوم بالسجن المؤبد مرتين، والمتهم بالمشاركة في عمليات الثأر المقدس رداً على اغتيال يحيى عياش؛ والأسير رائد صالح أبو حمدية (49 عاماً) والمعتقل منذ 3/4/1997، والمحكوم بالسجن المؤبد المكرر أربع مرات بتهمة الضلوع في تنفيذ عدة عمليات أوقعت قتلى في صفوف الاحتلال؛ والأسير حسام عقل شحادة (50 عاماً)، المحكوم بالسجن المؤبد المكرر ست مرات، والمتهم بتنفيذ عمليات تابعة لشهداء الأقصى، والمعتقل منذ 17/2/2002.

في ظل استمرار سياسات الاحتلال القائمة على الاعتقال القسري والتنكيل والتجويع والإهمال الطبي، تظل قصص أسرى الأحكام المؤبدة شاهدة على مأساة مستمرة خلف قضبان السجون الإسرائيلية. هذه الأعداد التي ترصدها إحصائيات مكتب إعلام الأسرى ليست مجرد أرقام، هي حياة بشرية تتألم في صمت، وعائلات تعيش في حالة قلق دائم على أحبائها. ومن المؤكد أن استمرار هذه السياسات ينذر بمزيد من الانتهاكات والمخاطر على حياة الأسرى، ما يجعل من الدفاع عن حقوقهم وفضح الانتهاكات واجباً إنسانياً وحقوقياً عاجلاً لا يحتمل التأجيل.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020