تقارير وحوارات

الأسيران الشقيقان إبراهيم ومحمد إغبارية: ثلاثة عقود من الأسر المؤبد لم تكسرها صفقات الحرية


مرّت 33 عامًا على اعتقال الأسيرين الشقيقين محمد سعيد إغبارية (57 عامًا) وإبراهيم محمد إغبارية (60 عامًا) من داخل الأراضي المحتلة عام 1948، ولا تزال سجون الاحتلال تُغلق أبوابها على حريتهما.
لم تشملهما أي من صفقات الحرية، إذ يُعاملان في كل مرة كـ“أسرى داخل” ضمن ما يسميه الاحتلال “شأنًا داخليًا”، رغم ثقلهما النضالي وحكمهما المؤبد.
وكان أمل عائلتهما، كما باقي عائلات الأسرى، كبيرًا بأن ينالا حريتهما في صفقة “طوفان الأحرار”، غير أن الاحتلال استبعد اسميهما مرة أخرى، ليُضاف فصل جديد من الخذلان الرسمي والإقصاء المتعمد.
تاريخ النضال
وُلد الأسيران إغبارية في قرية المشيرفة قضاء أم الفحم؛ إذ وُلد الأسير محمد إغبارية بتاريخ 1/1/1968، فيما وُلد شقيقه إبراهيم بتاريخ 19/2/1965.
عاشا حياتهما بشكل طبيعي حتى قرر الأسيران محمد إغبارية ويحيى مصطفى إغبارية (57 عامًا) تشكيل خلية عسكرية لتنفيذ عمليات مقاومة داخل الداخل المحتل.
وبالفعل، تشكلت الخلية التي عُرفت لاحقًا باسم “خلية معسكر جلعاد”، وانضم إليها لاحقًا شقيق محمد، الأسير إبراهيم إغبارية، إضافة إلى الأسير محمد توفيق جبارين (73 عامًا)، ليصبح عدد أفرادها أربعة.
في 14/2/1992، أغار المناضلون الأربعة على معسكر جلعاد القريب من وادي عارة، واشتبكوا مع جنود الاحتلال داخل المعسكر، وتمكنوا من قتل ثلاثة جنود وإصابة خمسة آخرين بجراح متفاوتة، قبل أن ينسحبوا من المكان بنجاح.
الاعتقال والتحقيق
بعد أيام قليلة، تمكن الاحتلال من اعتقال الأسيرين الشقيقين محمد وإبراهيم إغبارية بتاريخ 26/2/1992 في اليوم ذاته، ليكونا أول أفراد الخلية اعتقالًا.
وخضعا لتحقيقٍ قاسٍ وطويل استمر حتى 30/3/1992، تخلله عزلهما في سجن الرملة، قبل أن تصدر بحقهما في اليوم التالي أحكام بالسجن المؤبد ثلاث مرات، إضافة إلى 15 عامًا.
ومنذ ذلك الحين، لم يذق الأسيران طعم الحرية، وحُرما من الإفراج في جميع الصفقات التي أبرمتها المقاومة، ولا يزالان حتى اليوم يقبعان تحت حكم المؤبد.
معاناة مستمرة ورمزية خاصة
يُعدّ الأسيران إغبارية من بين أربعة أسرى معتقلين قبل اتفاقية أوسلو، إلى جانب رفيقيهما في الخلية محمد جبارين ويحيى إغبارية، وهي رمزية نضالية يتفرد بها هؤلاء الأسرى.
ويعاني الأسيران اليوم ذات الظروف القاسية التي يعيشها عموم الأسرى؛ من الحرمان من الزيارة، والانقطاع شبه التام عن الأخبار، إلا عبر زيارات محامين شحيحة أو شهادات أسرى محررين.
كما ألحقت سياسة التجويع هزالًا واضحًا بجسديهما، وتعرضا للتنكيل المستمر داخل سجن ريمون.
العلم خلف القضبان
ورغم سنوات الأسر العجاف، واصل الأسيران مسيرتهما العلمية؛ إذ حصل الأسير محمد إغبارية على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية، ودرجة الماجستير في الدراسات الديمقراطية، فيما نال شقيقه إبراهيم درجة البكالوريوس في العلوم السياسية.
مؤبد ينتظر الحرية
حتى اليوم، لا تزال حرية الأسيرين إغبارية مقيّدة، في ظل تصعيد الاحتلال وتهديدات الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، والتلويح بما يُسمى قانون إعدام الأسرى، الذي يطال أسرى المؤبدات، ومنهم الأسيران إغبارية.
ويُعدّ الأسيران من قدامى أسرى الداخل المحتل، الذين يبلغ عددهم اليوم 16 أسيرًا من أصل 116 أسيرًا محكومين بالمؤبد من مختلف مناطق الوطن.
ورغم الإيمان بأن الحرية قادمة، فإن انتظارها طال، والقيد ما زال مستمرًا، فيما تُفاقم حالة الطوارئ المستمرة في السجون منذ السابع من أكتوبر من سوء أوضاع الاعتقال ومعاناة الأسرى.

زر الذهاب إلى الأعلى