أكد مكتب إعلام الأسرى أن الأسير القائد عاهد يوسف أبو غلمة (57 عامًا) من بلدة بيت فوريك شرق نابلس، والمحكوم بالسجن المؤبد إضافة إلى خمس سنوات، يواجه أوضاعًا صحية صعبة في سجن جلبوع، في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي والتجويع التي تمارسها إدارة السجون بحق الأسرى، ولا سيما القيادات الوطنية البارزة.
وأفادت زوجته وفاء أبو غلمة أن زوجها يعاني من أمراض متعددة، أبرزها نوبات الشقيقة الحادة التي تتفاقم بسبب غياب البيئة الصحية ودوام القمع داخل الأقسام، فضلًا عن معاودة إصابته بالمرض الجلدي (السكابيوس) الذي انتشر بين الأسرى مؤخرًا، دون أن تقدّم إدارة السجون له أي علاج مناسب.
وأضافت أن الأسير عاهد أُصيب سابقًا بكسورٍ في منطقة الصدر خلال نقله من سجن عوفر إلى جلبوع نتيجة الاعتداء عليه من قوات القمع، كما يعاني من آلام مزمنة في الكتف إثر خلعٍ ناتج عن الضرب المتكرر، وقد شوهدت يده متورمة ومزرقة خلال نقله في "البوسطة"، قبل أن يُعاد إلى السجن بعد تلقيه مضادًا حيويًا فقط في مستشفى العفولة.
وتابعت أن التواصل معه يكاد يكون مقطوعًا، إذ باتت زيارات المحامين نادرة جدًا في ظل إغلاق المحاكم وأعياد الاحتلال، فيما تواصل الإدارة التنكيل بالأسرى واقتحام غرفهم بشكل متكرر.
الأسير عاهد أبو غلمة اعتُقل في 14 آذار/مارس 2006 برفقة الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات من داخل سجن أريحا، بعد أربع سنوات من اعتقاله الأول. وقد أمضى ما يزيد عن عقدين في سجون الاحتلال، وتعرض للعزل الانفرادي ثلاث سنوات متواصلة، كما أُضيف إلى حكمه عام 2022 نحو 26 شهرًا إضافيًا.
ويُعدّ أحد أبرز قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إذ يتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن عملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2001، في ردٍ نوعي على اغتيال الأمين العام أبو علي مصطفى.
ورغم المعاناة المستمرة، تواصل عائلته — زوجته وفاء وطفلاه قيس وريتا — حمل رسالة الصبر والثبات، آملين أن يكون فجر الحرية قريبًا، فيما يبقى عاهد رمزًا للصمود والإرادة، ومثالًا للأسير القائد الذي لم تكسره الزنازين ولا العقوبات.