تقرير: زيارة لأسرى قطاع غزة تكشف أوضاعًا كارثية في سجن الرملة – قسم راكيفت
تقرير/ إعلام الأسرى

جرى مؤخرا تنفيذ زيارة ميدانية لعدد من أسرى قطاع غزة المحتجزين في سجن نيتسان (الرملة) – قسم راكيفت حيث رصدت أوضاع معيشية وصحية بالغة القسوة، تكشف عن سياسة تعذيب وإهمال ممنهجة تمارسها إدارة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى في ظل استمرار التقييد، التجويع، ومنعهم من أبسط حقوقهم .

أولاً: الأسير (ع.م)

اعتُقل الأسير بتاريخ 10 ديسمبر 2023 من مدرسة فلسطين في جباليا، بعد أن تعرض للضرب الشديد أثناء الاعتقال، دون أن يُجرى معه أي تحقيق ميداني، حيث نُقل مباشرة إلى بركسات الغلاف (سديه تمان) ومكث هناك ستة أيام فيما يُعرف بـ"الديسكو".

تعرض خلال تلك الفترة لتحقيقٍ عسكريٍ متواصل استمر أربعة أيام متتالية تخلله ضرب مبرح على مختلف أنحاء جسده، أدى إلى فقدانه الإحساس بأطرافه وفقدان الوعي.

ونقل لاحقا إلى مستشفى ميداني داخل البركسات لمدة ثلاثة أيام ثم إلى مستشفى خارجي ليوم واحد فقط قبل أن يعاد إلى سجن عسقلان.

في عسقلان مكث الأسير قرابة 35 يوما، خضع خلالها لثمانية أيام من التحقيق، ووضع في قسم العصافير حيث أُبلغ بوجود "اعترافاتٍ" ضده دون أن يُدلِي بأي اعتراف.

وفي 25 يناير 2024 نُقل إلى زنازين المسكوبية في القدس حتى 17 أبريل 2024، ثم إلى سجن عوفر – قسم 23 حتى 14 أكتوبر 2024، قبل أن يُعاد إلى سجن الرملة حيث يحتجز حاليا بتهمة المشاركة في أحداث 7 أكتوبر 2023.

الوضع الصحي والمعيشي للأسير (ع.م) :

يعاني الأسير من فطريات في المناطق الحساسة، ولم يتلقَّ أي علاج رغم تقديمه شكاوى متكررة. وزنه الحالي 64 كغم بعد أن كان 75 كغم قبل الاعتقال.

أفاد بأن إدارة السجن هددتهم قبل الزيارة بعدم التحدث عن الأوضاع الداخلية تحت طائلة العقاب بالضرب والحرمان.

كما أوضح أن الطعام المقدم ضئيل ورديء النوعية، عبارة عن ثلاث وجبات فقيرة لا تكفي لسد الجوع، وأن الفورة اليومية نصف ساعة فقط وهم مكبّلو الأيدي للخلف والرأس للأسفل.

يتعرض الأسرى في القسم للإهانات اللفظية والضرب في أي لحظة، وتُمارس ضدهم سياسة "تكسير الأصابع" كوسيلة تنكيل.

كما يُمنعون من الصلاة الجماعية وأحيانا من الصلاة الفردية، ولا يوجد مصاحف داخل الغرف.

تُسحب الفُرُش من الساعة الرابعة صباحا حتى الحادية عشرة ليلا، ويُجبرون على استخدام مواد تنظيف محدودة الكمية، في حين لا تُبدَّل الملابس الداخلية إلا نادرا ويقوم الأسرى بغسلها بأنفسهم.

ثانيا: الأسير (إ.ح)

اعتُقل بتاريخ 7 أكتوبر 2023 من منطقة عبسان الشرقية بعد أن دخل الأراضي المحتلة، وبقي محتجزا حتى الفجر من اليوم التالي قبل نقله إلى سجن عوفر.

تعرض هناك لتحقيق استمر من ثلاث إلى أربع ساعات، ثم وُضع في قسم العصافير لمدة أسبوع، قبل أن يُعاد إلى التحقيق لدى المخابرات حتى 23 نوفمبر 2023، ومن ثم إلى قسم 10 (الزنازين) حتى ما بعد شهر رمضان، ثم إلى قسم 23 قرابة العام.

في 23 أبريل 2025 نُقل الأسير إلى سجن الرملة، وخلال وجوده في عوفر خضع لـ 5–6 جلسات تحقيق، وقدم ثلاث إفادات شرطة أكد فيها أنه اعتقل دون حيازة أي شيء وكان يبحث عن عمل وطعام.

اتهمته سلطات الاحتلال بـ الاغتصاب والخطف واجتياز الحدود يوم 7 أكتوبر، ثم حولته إلى الاعتقال الإداري في أكتوبر 2024، وتم تمديده عدة مرات، قبل أن يُعقد له جلسة محكمة في مايو 2025 تم خلالها تمديد اعتقاله الإداري ستة أشهر إضافية حتى نوفمبر 2025، بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي وتشكيل خطر على دولة إسرائيل.

الوضع الصحي والمعيشي للأسير (إ.ح) :

يعاني من فطريات في القدمين دون تلقي أي علاج، وقد فقد نحو 35 كغم من وزنه (من 95 إلى 60 كغم).

وأشار إلى قلة الطعام وسوء نوعيته، إضافة إلى الضرب والإهانات المتكررة كما هو حال باقي الأسرى في القسم.

يحذر مكتب إعلام الأسرى من الأوضاع الإنسانية والصحية الكارثية التي يعيشها الأسرى في سجن الرملة – قسم ركيفت، والتي تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف خاصة ما يتعلق بحظر التعذيب والمعاملة القاسية.

ويؤكد المكتب أن ما ورد في شهادات الأسرى يمثل صورة مصغرة لواقع السجون بعد السابع من أكتوبر، حيث تصاعدت سياسات القمع والتجويع والعزل والتنكيل لتصبح نهجا ممنهجا تقره المنظومة الأمنية الإسرائيلية.

كما يحمل المكتب إدارة سجون  الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة الأسرى وصحتهم الجسدية والنفسية، ويدعو المؤسسات الحقوقية الدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومجلس حقوق الإنسان، إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية والقانونية وإجراء زيارات عاجلة ومستقلة لقسم ركيفت وجميع مراكز الاحتجاز التي تشهد انتهاكات مماثلة.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020