تعيش الأسيرات في سجن الدامون، أوضاعا مأساوية فرضتها عليهن إدارة سجون الاحتلال.
حيث يقبع بين جدرانه 60 أسيرة، معزولات بشكل تام عن العالم الخارجي، ولا يوجد أي تواصل أو زيارات، وهناك قيود كبيرة على زيارة المحامين، بالتزامن مع عقوبات شديدة مفروضة عليهن منذ العدوان البربري على غزة في السابع من اكتوبر الماضي، وسط غياب كامل لدور الصليب الأحمر وكل المؤسسات الإنسانية والحقوقية.
إحدى الأسيرات، الشابة دينا خوري (24 عاما) من مدينة حيفا بالداخل المحتل تعرضت منذ اعتقالها في 11 تشرين الأول الماضي، لتهديدات بالقتل والاغتصاب، وشتائم، وضرب، وعزل، وحرمان من أدنى مقومات الحياة الإنسانية، بذريعة التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت الأسيرة خوري: "داهمت قوة من جنود الاحتلال منزلي واعتقلتني، وبقيت مقيدة الأيدي والأرجل، ثم جاء محقق وقال للشرطي: "افتح الخزانة وضع رأسها فيها، ليأتي شبابنا ويغتصبوها، كما هددوها بالقتل وإطلاق رصاصة على رأسها".
وتابعت: "جرى نقلي إلى سجن الشارون، حيث استمر مسلسل التنكيل والتعذيب، وتم نقلي إلى غرفة أشبه بالزنزانة، وهي ضيقة ولا يوجد فيها شيء، شبابيكها عالية وهي عبارة عن قضبان حديدية مفتوحة دون بلاستيك أو زجاج، وتُدخل هواءً باردا جداً، والغرفة مليئة بالبق، والفرشات رقيقة جدا، ومليئة بمياه ملوثة، والغرف مكتظة جدا، نتعرض بشكل دائم للتفتيش العاري، ونكاد نموت من البرد والجوع، ولا يوجد ملابس ولا حتى صابون للاستحمام، والفورة ممنوعة، والأكل سيئ للغاية".
وبقيت الأسيرة خوري على هذا الحال 7 أيام، ثم نُقلت إلى سجن الدامون، حيث أصيبت بنوبة تشنج وفقدت الوعي، وعند نقلها إلى العيادة، تبين أنها تعاني انخفاضا في الضغط والسكر، وتسارعا في دقات القلب، بينما اكتفت طبيبة السجن بنصحها بشرب المياه، وعندما اعترضت على ذلك تم عقابها بالعزل لمدة يومين.
وتعيش عائلات الأسيرات حالة من القلق والخوف الشديد على حياة نجلاتهم فى ظل ما يتعرضون له من جرائم واضحة فى سجون الاحتلال وطالبوا كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية التدخل لحمايتهن من بطش الاحتلال وجرائمه.