يواصل الاحتلال استهداف رموز الحركة الأسيرة بكل الوسائل التي يشرعنها لنفسه، حيث تتلقى إدارة السجون توصيات خاصة بخصوص الأسرى ذوي الرمزية النضالية الثقيلة، في إطار سياسة انتقام وقمع ممنهجة تهدف إلى إضعاف مجتمع الأسرى. وفي هذا السياق، يتعمد الاحتلال عزل المؤثرين منهم، منعاً لتشكيل حالة وحدة نضالية داخل السجون.
مكتب إعلام الأسرى يواصل جهوده لعرض قصص الأسرى، ضمن سلسلة خاصة بأصحاب الأحكام العالية والذين ما زالوا في العزل الانفرادي، لإبقاء قصصهم حيّة في ذاكرة الشعب الفلسطيني ونقل آخر أخبارهم في ظل الوضع القاسي الذي يعانيه الأسرى منذ ما بعد السابع من أكتوبر.
وقد تحدث المكتب مع عائلة الأمين العام للجبهة الشعبية الأسير أحمد سعدات (72 عاماً) من سكان البيرة – رام الله، للوقوف على آخر تطورات ملفه الصحي وظروف عزله الانفرادي في سجن مجدو.
تقول عائلته: "لا يزال الوالد في عزل مجدو، والعزل قاسٍ جداً من ناحية الظروف الإنسانية. مع الحرب ازدادت هذه الظروف قسوة، خصوصاً أن الوالد كبير في العمر، ما يشكل عبئاً إضافياً على صحته. في إحدى الزيارات لاحظنا أنه قد فقد الكثير من وزنه. يقضي وقته في زنزانة انفرادية 24 ساعة يومياً، يتعرض لاقتحامات متكررة من الوحدات الخاصة، وعمليات تفتيش مستمرة، وتهديد دائم".
وأضافت العائلة: "المعاملة سيئة للغاية، فقد تعرض الوالد أكثر من مرة لاعتداء جسدي كنوع من الانتقام. زيارات المحامين تواجه عراقيل دائمة حتى لا تتم. الوضع صعب جداً وهناك استهداف واضح لشخصه".
وأشارت العائلة إلى أن سعادات تعرض في شهر آذار/مارس الماضي للضرب والقمع أثناء نقله من عزل سجن ريمون إلى عزل مجدو، حيث تم تكبيله وتغميص عينيه، وترك 3 ساعات في ساحة السجن قبل أن يتعرض للضرب على ظهره.
كما لفتت إلى أن المرض الجلدي (السكابيوس) عاد ليصيب جسده مؤخراً بعد أن كان عانى منه سابقاً.
القائد أحمد سعدات بتاريخ نضالي ممتد منذ انخراطه في صفوف الجبهة الشعبية عام 1969، مروراً بمحطات متكررة من الاعتقال والملاحقة، وصولاً إلى انتخابه أميناً عاماً للجبهة عام 2001. وقد اعتُقل مرات عديدة بين عامي 1969 و1992، بعضها إداري وبعضها أحكام فعلية امتدت لسنوات.
في 14 مارس 2006 اختطف الاحتلال سعدات من سجن أريحا بعد اعتقاله هناك عام 2002، وفي عام 2008 صدر بحقه حكم بالسجن 30 عاماً. وخلال هذه السنوات الطويلة، تعرض لسلسلة من الاعتداءات، ونُقل بين السجون، وخاض إضرابات متكررة عن الطعام دفاعاً عن حقوق الحركة الأسيرة، وعاش فترات متواصلة في العزل.
اليوم، وبعد أن أفنى عمره في الأسر، يرفض الاحتلال إدراج اسمه في صفقات التبادل التي أبرمتها المقاومة، ويواصل استهدافه الممنهج لما يمثله من رمزية وطنية ونضالية. ومع ما بعد السابع من أكتوبر، تصاعدت السياسات العدوانية بحقه وبحق إخوانه الأسرى، في محاولة لتجريدهم من أبسط حقوقهم في الحياة والعلاج والكرامة التي تكفلها المواثيق الدولية.