أسرى غزة.. صرخة خلف القضبان وانتهاكات بلا نهاية
تقرير/ إعلام الأسرى

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، اعتقلت قوات الاحتلال آلاف الفلسطينيين من مختلف الفئات العمرية والمهنية من جميع محافظات القطاع. وتعكس أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني، بما يشمل الإخفاء القسري، التعذيب النفسي والجسدي، التجويع، الإهمال الطبي، وانتهاك حقوق الأطفال والنساء والطواقم الطبية، ويهدف هذا التقرير إلى توثيق الأرقام، الشهادات، ظروف الاحتجاز، ومعسكرات التعذيب.

الإخفاء القسري

آلاف الفلسطينيين محتجزون تحت الإخفاء القسري دون إعلام العائلات أو المحامين، والاحتلال يطبق عليهم قانون "المقاتل غير الشرعي" (2002)، الذي يسمح بالاحتجاز بلا تهمة أو محاكمة، مع تجديد اعتقال غير محدود، ويشمل الإخفاء الأطفال والنساء والصحفيين والطواقم الطبية، والتقديرات تشير إلى أن نحو 2,800 أسير من غزة مصنفون كمقاتلين غير شرعيين.

أوضاع الاحتجاز وظروف المعاملة

1. التعذيب النفسي والجسدي

⦁ ضرب متواصل بالأيدي، القضبان، أعقاب البنادق، والخرطوم والمياه الساخنة.

⦁ تقييد لساعات طويلة، تجريد من الملابس، وإجبار على أوضاع مهينة (جلوس القرفصاء، الوقوف أو الركوع لساعات).

⦁ تعرض بعض الأسرى لتعذيب جنسي وإيهامهم بمقتل أفراد عائلاتهم.

⦁ استخدام الكلاب البوليسية والهجوم الجسدي لإذلال المعتقلين.

2. التجويع والإهمال الطبي

⦁ وجبات محدودة وغير كافية، غالبًا منتهية الصلاحية.

⦁ انتشار الأمراض والأوبئة مثل الجرب، التهابات وجروح لم تُعالج.

⦁ منع العلاج الطبي أو فرض عمليات جراحية دون تخدير، ما أدى لاستشهاد العديد من الأسرى.

3. الظروف المعيشية

⦁ زنازين تحت الأرض، بلا تهوية، أسرة حديدية بلا فرشات أو أغطية، اكتظاظ يصل إلى 25 معتقلًا بالغرفة الواحدة.

⦁ الحد من مدة الفسحة أو منعها، مصادرة أدوات النظافة، وغياب النظافة العامة.

4. العقوبات الجماعية

فرض عقوبات على غرف كاملة أو مجموعات من الأسرى بسبب تصرف فرد واحد، مثل تأخر شخص أو الابتسام أو الحديث بصوت مرتفع.

شهادات ميدانية لأسرى محررين

⦁ م.ش.: "الضرب وقلة الطعام والإهانات والغاز المسيل للدموع كانت جزءًا من يومياتنا".

⦁ م.ق.: وصف شعور الحرية بأنه "لا يوصف"، وتمنى تحرير جميع الأسرى.

⦁ ف.أ.: "من الساعة 5 الفجر حتى 11 ليلاً، ممنوع الحركة أو النوم، حتى النفس محسوب علينا".

الأسرى وصلوا إلى بوابات الإفراج بملابس مهترئة، بعضهم على كراسي متحركة، وآثار التعذيب ظاهرة على أجسادهم.

الشهداء

⦁ عدد شهداء أسرى غزة منذ 7 أكتوبر 2023: 46 أسيرًا.

⦁ أسباب الوفاة: التعذيب المباشر، الإهمال الطبي، المعاملة القاسية في مراكز التحقيق والسجون.

⦁ أبرز الحالات:

.1 الدكتور عدنان البرش: استشهد داخل سجن عوفر نتيجة التعذيب والإهمال الطبي.

.2 الدكتور إياد الرنتيسي: استشهد في مركز تحقيق الشاباك بعسقلان خلال التحقيق.

.3 أشرف أبو وردة: توفي في ديسمبر 2024 داخل زنزانة ركيفت.

معسكرات ومراكز التعذيب

⦁ سجن ركيفت (الرملة): قسم تحت الأرض للأسرى "النخبة" و"المقاتلين غير الشرعيين"، ضرب مستمر، عزلة، التجويع، انتشار الأمراض.

⦁ سدي تيمان: مشابه لغوانتانامو، التعذيب الجسدي والجنساني، التجويع، الإهمال الطبي.

⦁ معسكرات غلاف غزة وسجن النقب الصحراوي: لا رقابة دولية، تفويض كامل للسجّانين بأقصى درجات الإذلال والتنكيل.

الدعوات والجهود الدولية

⦁ منظمات حقوق الإنسان واللجان الدولية طالبت بالوصول الكامل إلى المعتقلات لمراقبة أوضاع الأسرى.

⦁ المؤسسات الحقوقية أكدت انتهاك إسرائيل للقانون الدولي، اتفاقية جنيف الرابعة، العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب.

⦁ احتجاز الفلسطينيين بطريقة تتعارض مع اتفاقيات جنيف يُعد جريمة حرب وفق نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية.

بدوره، يؤكد مكتب إعلام الأسرى استمرار الجرائم المنهجية للاحتلال الإسرائيلي بحق أسرى غزة، داعيًا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لإيقاف الإخفاء القسري والتعذيب وفتح تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات، وضمان حقوق الأسرى وفق القانون الدولي الإنساني، بما يشمل:

⦁ الإفراج الفوري عن الأسرى المدنيين، الأطفال، والنساء.

⦁ إنهاء استخدام قانون المقاتل غير الشرعي وإلغاء الاعتقال الإداري بلا تهمة.

⦁ حماية الطواقم الطبية ومنع استهدافها.

⦁ محاسبة المسؤولين عن الجرائم في المحاكم الدولية.

أخيرًا.. أوضاع أسرى غزة تمثل نموذجًا صارخًا لانتهاكات الإخفاء القسري والتعذيب الممنهج، مع تأثيرات جسدية ونفسية بالغة على المعتقلين وأسرهم، واستمرار هذه السياسات يضاعف مأساة الأسرى ويشكل خرقًا جديًا للقوانين الدولية، ويستدعي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لإنقاذهم وضمان حقوقهم.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020