في سجن "الدامون" الإسرائيلي، تمضي الأسيرة دلال فواز يوسف حلبي (55 عاما)، من قرية روجيب شرق نابلس، أيامها محملة بالقلق على أبنائها وأحفادها، وبينهم طلبة جامعيون كانوا يستعدون لمستقبلهم قبل أن يداهم السجن حياتها.
اعتُقلت دلال فجر 29 يناير 2025، بعد اقتحام منزلها من قبل وحدتين عسكريتين، تعرضت خلاله للتكبيل وتعصيب العينين والاعتداء اللفظي والجسدي.
تروي أن قوات الاحتلال صادرت مصاغها الذهبي وأموالا كانت مخصصة لأقساط تعليم ولديها فواز وسعد طلبة طب في الخليل وقدمت شكوى حول ذلك.
ورغم عدم وجود تهم أو أدلة ضدها، أصدرت سلطات الاحتلال بحقها أمر اعتقال إداري لأربعة أشهر جددته لأربعة أشهر أخرى.
في غرفة رقم (7) تعيش دلال مع الأسيرتين آية خطيب وكرم موسى، حيث تعاني الأسيرات أوضاعا قاسية من بينها الاقتحامات المفاجئة "القمع"، وإجبارهن على الوقوف لساعات خلال "العدد"، وإغلاق "الأشناب" – الفتحة الصغيرة في باب الزنزانة وغرف الدامون معظم الوقت لتفتح فقط لإدخال الطعام. كما حرمن من طقوس المناسبات ومنع التواصل بين الغرف.
أما النظافة الشخصية فهي غائبة تماما؛ فلا ماكينات حلاقة، ولا أمشاط، وبعض الأسيرات لم يمشطن شعرهن منذ عشرة أشهر سوى بأصابعهن، ولا تتوفر الفوط الصحية، ما يضطر الأسيرات الصغيرات لاستخدام المناشف أو قطع البطانيات.
دلال تحمل هم أسرتها خارج السجن؛ ابنها محمد وصهرها إيهاب معتقلان في سجن "مجدو"، وزوجة إيهاب الأسيرة إسلام حلبي معتقلة معها في "الدامون"، تاركين أبناءهم الصغار حور وحلا وأحمد في روجيب.
كما يقلقها وضع ابنتها تسنيم وأولادها وتتساءل عن ابنتها إيمان وابنها وحتى عن موعد تخرج ابنها سعد من كلية الطب.
حين أنهت حديثها لم تستطع أن تمنع السؤال الذي خرج من قلب أم أسيرة: "بالله عليك شوفلي وينتا حفلة تخرج سعد؟"