منظومة العقاب الجماعي.. تحوّل السجون إلى ساحات تعذيب وإبادة بطيئة
تقرير/ إعلام الأسرى

منذ السابع من أكتوبر، شهدت السجون الإسرائيلية تحولا جذريا في طبيعتها ووظيفتها، فلم تعد مجرد أماكن احتجاز، لقد أصبحت ساحات انتقام جماعي، وأدوات لإخضاع الروح الفلسطينية وإبادة الجسد ببطء. في ظل تغييب الرقابة الدولية وغياب المساءلة، تفجّرت داخل الزنازين منظومة قمعٍ ممنهج، صيغت قوانينها بدماء الأسرى وصبرهم.

بات العذاب داخل السجن قاعدة تُمارس بتخطيطٍ مسبق وتبريرٍ أمني، في مشهد يعيد إلى الأذهان أسوأ فصول التاريخ البشري من التعذيب والاضطهاد. ما يجري اليوم خلف الأسوار هو تجسيد كامل لسياسة "العقاب الجماعي"، حيث يُعاقَب الأسير على هويته، ويُقتل ببطء تحت عناوين "الأمن" و"الردع".

التعذيب الجسدي الممنهج:

- استخدم الاحتلال كل أشكال العنف البدني داخل السجون: الضرب بالهراوات والعصي المعدنية، الركل بالأقدام، الصعق بالكهرباء، والحرمان من النوم لأيام متتالية.

- تعرّض كثير من الأسرى إلى كسور وجروح خطيرة دون أي علاج طبي لاحق.

- سجّل المحامون شهادات عن مشاهد تعذيب جماعي أثناء الاقتحامات الليلية، وترك الأسرى لساعات طويلة في البرد القارس بعد تجريدهم من ملابسهم.

الإعدامات الميدانية داخل السجون ومراكز الاعتقال:

- وثّقت منظمات حقوقية شهادات عن استشهاد أسرى داخل الزنازين نتيجة التعذيب المباشر أو الحرمان من الدواء والطعام.

- الاحتلال حوّل بعض مراكز التوقيف إلى "مقابر للأحياء".

- الجثامين تُحتجز أحيانًا لأيام قبل نقلها، وسط محاولات إخفاء سبب الوفاة الحقيقي.

سياسة التجويع والإفقار الغذائي:

- خُفِّضت الوجبات إلى أقل من النصف، وغالبًا ما تُقدَّم باردة وفاسدة.

- حُرم الأسرى من إدخال أي مواد تموينية أو أغذية من "الكنتينا".

- ظهرت حالات إغماء ونقص وزن حاد، ووصلت أوزان بعض الأسرى إلى أقل من 40 كغم.

الإهمال الطبي والحرمان من العلاج:

- توقفت العيادات الداخلية عن العمل، وتحولت إلى غرف تعذيب وتحقيق.

- يمنع نقل المرضى إلى المستشفيات، حتى في حالات السرطان أو الفشل الكلوي.

العزل الانفرادي والإذلال النفسي:

- لجأت إدارة السجون إلى سياسة العزل الشامل، حيث يُحتجز الأسير في زنزانة ضيقة مظلمة بلا نوافذ أو فراش.

- تتعمد الإدارة تشغيل مكبرات الصوت بصوت مرتفع أو إضاءة الزنزانة على مدار الساعة.

- يمنع الأسير من الحديث أو التفاعل مع الآخرين، كنوع من الكسر المعنوي الممنهج.

سحب الحقوق والمكتسبات الإنسانية :

- أُلغيت الزيارات العائلية، وأُوقفت الاتصالات والمحامين لشهور.

- صودرت الأغطية، والملابس الشتوية، وحتى فرشات النوم.

- أُغلقت "الكانتينا" ومصادر النظافة الشخصية بشكل كامل.

استهداف الأسيرات والأطفال:

نُقلت الأسيرات إلى سجن الدامون وسط ظروف قاسية وإهانات متكررة. وتعرضت بعض الأسيرات للضرب والسحل والتهديد بالاعتداء.

الأطفال الأسرى عُزلوا في زنازين منفردة وتعرضوا لتحقيقات مطوّلة دون وجود محامين أو عائلاتهم.

الإخفاء القسري لأسرى غزة:

آلاف من معتقلي القطاع ما زالوا مفقودين قسريا، صنفهم الاحتلال كمقاتلين غير شرعيين، وحجب عنهم أبسط الحقوق. لا تُعرف أماكن احتجازهم أو أوضاعهم الصحية، وتُمنع المنظمات الدولية من زيارتهم.

تحوّلت سجون الاحتلال بعد 7 أكتوبر إلى مختبر للعقاب الجماعي، ومكانٍ لتجريب أقصى أدوات القهر والتجويع والإذلال، في انتهاك صريح لكل المواثيق الدولية والإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020