الأسيران المقداد ومحمد شواورة: شقيقان طالبان يحرمهما الاعتقال من حق الدراسة ومداهمات لا تنتهي
تقرير/ إعلام الأسرى

لا وجع أشدّ من أن تقول والدة أسير إن بيتها أصبح مصدر إزعاجٍ للحي لكثرة ما يتعرض له من استهدافٍ ومداهمات، حتى اعتاد أطفالها على أصوات الطرق الليلي وفقدان النوم من جفونهم، مترقبين اقتحامًا آخر. ففي بلادنا بيوتٌ كثيرة مكلومة، بات الاعتقال ضيفها المتكرر، رغم دفئها الذي يربي أبناءها على الحق في الحياة والتعليم والإنسانية وخدمة الآخرين.

بصوتها الدافئ وضحكاتها الصابر، تحدثت والدة الأسير الطالب الجامعي المقداد عبد الرحمن محمد شواورة (20 عامًا)، من قرية الشواورة في بيت لحم، لمكتب إعلام الأسرى، عن ظروف اعتقال نجلها منتصف الليل، وحرمانه من دراسته الجامعية، وكذلك عن نجلها الآخر محمد شواورة (18 عامًا) الذي حُرم من التقدم لامتحانات الثانوية العامة بسبب اعتقاله.

تقول أم المقداد: "ابني المقداد أفنى وقته في دراسته. يدرس الطب في جامعة البوليتكنك في الخليل، وقد نقلناه إلى المدينة كي يكون قريبًا من جامعته، لتخفيف مشقة الحواجز عنه، وحتى يتفرغ أكثر لدراسته. بذلنا جهدنا لتأمين قسطه الجامعي، وكان قد بدأ مرحلة التخصص، وهي الأصعب، ولم يكن لديه وقت لأي شيء آخر. لا نعلم سبب اعتقاله".

وتضيف: "شهدت بيت لحم حملة مداهمات، وكان نصيبنا منها الأكبر. عند الثانية بعد منتصف الليل وصلت ناقلة جند وجيب عسكري، لم يمهلونا وقتًا لفتح الباب، فداهموا المنزل مباشرة. قوات كبيرة مدججة بالسلاح، بلا مجندات، سألوا المقداد عن اسمه وعمره ثم اعتقلوه. حتى لم أستطع أن أعطيه ملابسًا تقيه برد الليل. أخشى أنه أصيب بالبرد نتيجة تقلب الجو".

وتتابع: "تعرض ابني للضرب أثناء نقله، رأيتهم يضربونه على الدرج، وحتى بعد أن صعد الجيب سمعت صوت ارتطام جسده بالحديد واستمرار ضربهم له. لا يزال صوت الارتطام في أذني حتى الآن".

العائلة، المكونة من عشرة أفراد، لم تعتد مشهد الاقتحامات المتكررة، لكن أطفالها الصغار شهدوا كثيرًا من الاستيقاظ الليلي والخراب داخل بيتهم. تقول الأم: "اعتقل الاحتلال أيضًا بتاريخ 15/3/2024 ابني محمد قرب مستوطنة زراعية، وبعدها داهموا منزلنا وضربوا زوجي وما زالت آثار الضرب بادية عليه. اعتدنا هذا المشهد، لكننا نصبر.

محمد كان طالبًا في الصف الحادي عشر، وحرمه الاعتقال المتكرر وتأجيل محاكمته من التقدم لامتحانات الثانوية العامة. وحتى اليوم، بعد سنة وسبعة أشهر، ما زال يتردد على المحاكم دون حكم نهائي".

محمد يقبع اليوم في قسم الأشبال بسجن عوفر، حيث الطعام سيئ والمعاملة قاسية، وقد فقد 25 كيلوغرامًا من وزنه نتيجة سياسة التجويع. وبينما كان من المفترض أن يكون على مقاعد الدراسة، يصارع اليوم من أجل البقاء بصحة تحفظ له الحد الأدنى من حقوقه الإنسانية.

وتختم والدة الأسيرين بلهفةٍ وأمل: "أترقب أن يكون اعتقال المقداد مؤقتًا، وأن أرى ابنيَّ محمد والمقداد في منزلهما، يمارسان حقهما الطبيعي في الدراسة، وأمارس أنا حقي في الأمومة. أريد أن ينتهي مسلسل الطرق الليلي وترويع صغاري، وأن نتحرر نحن أيضًا من سجن المداهمات الذي يخنق بيتنا".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020