هيام شحادة : أم وجدة أسيرة تحلم بالعودة إلى حضن العائلة
تقرير/ إعلام الأسرى

رغم جدران العزل وأبواب الزنازين الثقيلة، تخرج من بين جدران سجن الدامون أصوات نساء فلسطينيات يحملن الأمل كزهر عنيد في مواجهة القهر.

من بينهن الأسيرة هيام حكمت مصطفى شحادة (52 عاما)، من بلدة حوارة جنوب نابلس، أم الشهيد الطيب، وجدة تنتظرها أحفادها بشوق لا ينطفئ.

اعتقلت هيام في ليلة طويلة من حزيران/ يونيو 2025، حينما طوق جنود الاحتلال البلدة وامتلأ الشارع بالحواجز العسكرية.

اقتيدت بداية إلى العيزرية ثم نقلت إلى زنازين المسكوبية حيث قضت أربعين يوما من "الجحيم" كما وصفتها قبل أن تمر ليلة في الشارون لتستقر في سجن الدامون.

اليوم، تمضي هيام أيامها بين تنقلات وإجراءات تعسفية متواصلة، وسط واقع مأساوي تصفه بكلمات مقتضبة: "صياح، تجويع، وتنكيل". لكنها مع ذلك، لا تفقد روحها المضيئة ولا حنينها الذي يملأ رسائلها.

هيام تقيم في غرفة رقم (4) برفقة أسيرات أخريات: سهام أبو سالم من غزة، ميسون مشارقة، سامية الجواعدة، شاتيلا أبو عيادة، إباء الأغبر، وولاء حوتري.

معهن تتشارك تفاصيل الحياة الصغيرة خلف القضبان، ومعهن أيضًا ترسل رسائل سلام لأهلهن وأحبتهم.

ترسل هيام سلاماتها الواسعة كاتساع قلبها؛ تبعثها لزوجها وأمها وأبنائها وبناتها، وتوصي ابنتها آلاء بالصبر وألا تتزوج قبل أن تعود أمها إلى البيت.

تغالب هيام وجعها بعبارة تلخص روحها: "والله نسيت المرض والوجع.. بدي أروح". ثم تختتم بوصية مؤثرة لأحبائها:

"إسألوا عز الدين: هل رفعتوا المس فلورا؟ تنسوش".

في قلب كل جملة من رسائلها، تنبض صورة إنسانة تحاول أن تظل حاضرة في تفاصيل عائلتها، وأن تزرع الأمل في قلوب من ينتظرونها، رغم قيود السجن وظلم الاحتلال.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020