بسم الله الرحمن الرحيم
بيان نعي صادر عن مكتب إعلام الأسرى
ينعى مكتب إعلام الأسرى الشهيد المعتقل الإداري أحمد سعيد صالح طزازعة (20 عامًا) من بلدة قباطية في محافظة جنين، والذي ارتقى شهيدًا في سجن مجدو، بتاريخ 3 آب/أغسطس 2025، بعد قرابة ثلاثة أشهر من اعتقاله إداريًا دون تهمة، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الدموي بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
لقد جاء استشهاد المعتقل الشاب طزازعة، في ظروف غامضة، ومن دون أن تتوفر أي تفاصيل واضحة حتى الآن عن أسباب الوفاة، ما يعزز القناعة بأن ما جرى جريمة مكتملة الأركان، ترتبط بمنظومة القتل البطيء التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال، والتي تتعدد أدواتها بين التعذيب الجسدي والنفسي، والتجويع المتعمد، والإهمال الطبي، ونشر الأمراض المعدية، وعلى رأسها مرض الجرب (السكابيوس) الذي حوّله الاحتلال إلى أداة للقتل الجماعي البطيء.
إن سجن "مجدو" الذي كان يُحتجز فيه الشهيد طزازعة، بات واحدًا من أبرز مراكز الانتهاك المنظم، وبرز اسمه في الشهور الأخيرة كموقع رئيسي لارتكاب جرائم بحق المعتقلين، لا سيما القاصرين ومعتقلي قطاع غزة، والمحرومين من أدنى الحقوق الإنسانية والطبية.
وباستشهاد المعتقل طزازعة، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 76 شهيدًا على الأقل، غالبيتهم من الأسرى الذين احتُجزوا في ظروف قاسية وخضعوا لتعذيب ممنهج. كما ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 313 شهيدًا، وهو رقم لا يشمل من لا تزال جثامينهم محتجزة أو تم تغييبهم قسرًا.
ويؤكد مكتب إعلام الأسرى أن استمرار سقوط الشهداء داخل السجون هو نتيجة مباشرة للسياسات الإسرائيلية القائمة على التصفية الجسدية، وأن استشهاد طزازعة وغيره ليس حدثًا معزولًا، بل هو حلقة في سلسلة جرائم ممنهجة ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تُمارس في ظل صمت دولي مخزٍ، وتخاذل خطير من المنظومة الحقوقية.
ونحمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل أحمد طزازعة، وندعو إلى:
1. فتح تحقيق دولي عاجل ومستقل في ظروف استشهاده وكافة الجرائم المرتكبة داخل السجون.
2. إرسال لجان دولية طبية وحقوقية لزيارة الأسرى وتوثيق الجرائم.
3. فرض عقوبات دولية رادعة على قادة الاحتلال المسؤولين عن منظومة التعذيب والقتل في السجون.
4. وضع حد لحالة الحصانة التي يتمتع بها الاحتلال والتي جعلته خارج دائرة المحاسبة الدولية.
كما نؤكد أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، وأن حق الشهداء سيبقى في رقاب المجتمع الدولي، والمؤسسات التي صمتت طويلاً على الجرائم المرتكبة خلف القضبان.
مكتب إعلام الأسرى
الأحد | 3 آب/أغسطس 2025