أفرجت سلطات الاحتلال، اليوم الأحد، عن الأسيرة حنين جابر (50 عامًا) من مخيم نور شمس شرق طولكرم، بعد قضاء محكوميتها البالغة ثمانية أشهر، ودفع غرامة مالية قاسية بلغت 8000 شيكل، رغم تدهور حالتها الصحية واكتشاف إصابتها بمرض سرطان الثدي خلال فترة اعتقالها.
جابر، وهي والدة الشهيدين محمود ومحمد جابر (أبو شجاع)، اعتُقلت في 3 كانون الأول/ديسمبر 2024 أثناء تواجدها في الشارع برفقة زوجها وأطفالها، دون مراعاة لوضعها الإنساني أو لكونها أمًا ثكلى.
وخلال فترة اعتقالها في سجن "الدامون"، شهدت حالتها الصحية تدهورًا خطيرًا، إذ فقدت أكثر من ثمانية كيلوغرامات من وزنها نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمّد وسوء التغذية، فيما اكتُشف لاحقًا إصابتها بالسرطان، من دون توفير أي عناية طبية جدية تليق بحالتها.
ورغم خطورة وضعها الصحي، أصدرت محكمة الاحتلال حكمًا بالسجن الفعلي بحقها لمدة 8 أشهر، بالإضافة إلى فرض الغرامة المالية، ما أثار موجة غضب وإدانات من مؤسسات حقوقية اعتبرت استمرار احتجازها مثالًا صارخًا على تنكيل الاحتلال بالأسيرات وتجاهله التام لأبسط المبادئ الإنسانية.
ويأتي الإفراج عنها في ظل تصعيد الاحتلال في استهداف النساء الفلسطينيات، حيث سُجلت نحو 750 حالة اعتقال منذ بدء حرب الإبادة، لا تشمل النساء اللواتي اعتُقلن من قطاع غزة، ويُقدّر عددهن بالعشرات. وتشير المعطيات إلى وجود 48 أسيرة داخل سجون الاحتلال، من بينهن أسيرتان من غزة، وطفلتان، وثلاث أسيرات حوامل.
وتواجه الأسيرات أوضاعًا كارثية، تتراوح بين جرائم التجويع والإهمال الطبي، وعمليات التنكيل الجسدي والنفسي، والحرمان من الحقوق الأساسية، فضلًا عن الاعتداءات الجنسية وعلى رأسها سياسة التفتيش العاري، بالإضافة إلى العزل الجماعي، والاعتقال الإداري التعسفي، الذي يشكّل غطاء قانونيًا زائفًا لاستمرار احتجازهن دون تهم محددة.