في يوم الأسير الفلسطيني، لا يزال مئات الأسرى المقدسيين يقبعون في سجون الاحتلال، في ظل ظروف اعتقال قاسية وإجراءات تعسفية.
أكد أمجد أبو عصب، رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، أن عدد الأسرى المقدسيين في السجون يبلغ 487 أسيرًا "من حملة الهوية الزرقاء"، من بينهم 66 فتى "أقل من 18 عامًا"، بالإضافة إلى الأسيرة المقدسية تسنيم عودة.
ويعاني الأسرى من انتهاكات متعددة وآخذة بالتصاعد خلال الأشهر الأخيرة، أبرزها الإهمال الطبي، وسياسة العزل الانفرادي، وسياسة التجويع، والحرمان من زيارة الأهل، والقمع المتواصل داخل السجون، والذي يشمل الضرب المباشر ورش الأسرى بالغاز الفلفل، إضافة إلى حرمانهم من الحصول على الملابس الشتوية والصيفية، ومن وسائل التدفئة والتبريد، ومنعهم من أداء الصلوات الجماعية وقراءة القرآن جهرًا.
وأوضح أن 9 أسرى مقدسيين محكومون بالسجن المؤبد، وهم: أيمن سدر "أقدمهم"، وأحمد سعادة، ونصري عاصي، وفراس غانم، وحسام مطر، وضياء مطر، وأكرم القواسمي، ورائد أبو حمدية، وسهيل شقيرات.
وأضاف أبو عصب في تصريحات لوسائل إعلام مقدسية إن أكبر الأسرى سنًا هو الأسير عصام عميرة، البالغ من العمر 74 عامًا، مشيرًا إلى أن هناك 3 أسرى من خطباء المساجد لا يزالون في السجون، وهم: الأسير عصام عميرة، والأسير جمال مصطفى (70 عامًا)، والأسير نعيم عودة (60 عامًا) "بتهمة التحريض".
وأشار إلى أن 4 أطفال أسرى يحتجزون في مؤسسات داخلية بدل السجون. وأعلى الأحكام على الأطفال المقدسيين هي: محمد زلباني المحكوم بالسجن 20 عامًا، ومحمد أبو قطيش المحكوم 15 عامًا، وجعفر مطور المحكوم 12 عامًا.
وأفاد أن هناك 36 أسيرًا مقدسيًا قيد الاعتقال الإداري، و21 أسيرًا مقدسيًا أحكامهم (14 عامًا فما فوق)، و13 أسيرًا أحكامهم بالسجن (10 سنوات فما فوق)، و30 أسيرًا مقدسيًا (5 سنوات فما فوق).
وأوضح أبو عصب أن العديد من الأسرى المقدسيين يعانون من أمراض مزمنة وبحاجة إلى علاجات فورية، كما أن هناك أسرى أُصيبوا خلال اعتقالهم بالرصاص ويحتاجون إلى عمليات ومتابعة طبية، وأبرز هذه الحالات الأسير مراد بركات (30 عامًا)، المعتقل منذ عام 2022، والذي يحتاج إلى عملية جراحية مستعجلة (أمعاؤه خارج بطنه).
ويعاني الأسرى من مشاكل صحية خطيرة أبرزها: مشاكل في العمود الفقري، مشاكل في الأسنان، مشاكل في خلايا الدماغ والذاكرة، مشاكل جلدية، ومشاكل في الجهاز الهضمي، ومشاكل في العيون، ومعاناة من مرض السكري.
ومن بين الحالات المرضية في السجون، الأسير أيمن الكرد الذي أُصيب برصاصة أدت إلى إصابته بشلل نصفي.
ولفت أبو عصب إلى أن بعض الأسرى المرضى هم من الأسرى الأطفال.
وأضاف أبو عصب إن 60 مقدسيًا "من الشبان والفتية" يخضعون للحبس المنزلي "بشكل كامل أو جزئي".
كما أشار إلى أن هناك 6 أسرى من محافظة القدس من حملة هوية الضفة الغربية محكومين بالسجن المؤبد، وأقدمهم الأسير سمير أبو نعمة القابع في السجون منذ قرابة 40 عامًا.
وتحرر في صفقة التبادل/ المرحلة الأولى 76 أسيرًا مقدسيًا من حملة "الهوية الزرقاء"، بينهم 27 أسيرًا أبعدوا خارج الأراضي الفلسطينية، و2 إلى قطاع غزة، و8 نساء، و46 أسيرًا من أصحاب المحكوميات المؤبدة مدى الحياة والأحكام العالية.
وينبه أبو عصب إلى أنه من بين الفئات المهمشة داخل سجون الاحتلال، يبرز الأسرى المقدسيون حملة هوية الضفة الغربية، فهم لا يُعاملون كمقدسيين رغم أنهم من سكان القدس، ولا يُعتبرون من الضفة الغربية حين يتعلق الأمر بأي تسهيلات أو صفقات تبادل.
ومن أبرز هؤلاء، الأسير سمير أبو نعمة، الذي يُعد عميد الأسرى المقدسيين، إذ اعتُقل عام 1986 ويقضي حكمًا بالسجن المؤبد، وقد أمضى حتى اليوم نحو 39 عامًا في الأسر، دون أن يُدرج في أي من صفقات التبادل.
وكذلك الأسير محمود عيسى، المعتقل منذ عام 1993، والذي تجاوز 32 عامًا خلف القضبان، وهو من بلدة عناتا الواقعة ضمن حدود بلدية القدس، إلا أن الاحتلال يصنفه كـ"ضفاوي"، ما يزيد من عزلته ويحرمه من حقوق الزيارة والتصنيف الرسمي كمقدسي، ويعد الآن أقدم أسرى حركة حماس في سجون الاحتلال الإسرائيلي
وينضم إليهم أيضًا الأسيران عبد الجواد شماسنة المعتقل منذ عام 1993 (نحو 32 عامًا)، وشقيقه محمد شماسنة المعتقل منذ عام 1994 (نحو 31 عامًا)، وهما من أبرز الأسرى المقدسيين الذين يواجهون حكمًا بالسجن المؤبد ويُصنفان ضمن الفئة المهمشة قانونيًا رغم ارتباطهما العميق بالقدس.
كما يبرز اسم أيمن الشرباتي، المعروف بـ"المقدسي"، المعتقل منذ عام 1998 ويقضي حكمًا بالمؤبد، وقد أمضى حتى الآن نحو 27 عامًا في الأسر، وهو من الوجوه الثابتة والفاعلة داخل الحركة الأسيرة.
وكذلك الأسير حسن شحادة، المعتقل منذ عام 2002، وقد تجاوز 22 عامًا في سجون الاحتلال، ويُعاني بدوره من آثار التمييز القانوني والتصنيف الإداري الجائر الذي يُلغي انتماءه المقدسي.