يواصل الاحتلال الاستهتار بكل مبادئ وقيم حقوق الإنسان التي أقرتها الاتفاقيات الدولية لحماية حقوق الأسرى القاصرين والتي تدعو الى عدم استخدام التعذيب بحقهم، وتنادي بعدم جواز تعرض أحد للتعذيب أو المعاملة القاسية والمهينة واعتبار هذه الأفعال جرائم حرب.
مكتب إعلام الأسرى أشار الى ان الاحتلال الصهيوني يصر على الاستهتار بالاتفاقيات الدولية بمواصلة التعذيب والتنكيل ضد الأسرى الأطفال الفلسطينيين من خلال الاعتقال والتحقيق ، والتي يكشفها شهادات جديدة أدلى بها أطفال قاصرون حول تعرضهم للتعذيب والاهانة والمعاملة القاسية خلال اعتقالهم، والتحقيق معهم..
حيث أفاد الطفل الأسير الطفل أحمد أبو سبيتان (14 عاما) من بلدة الطور بمدينة القدس المحتلة، انه تعرض لاستجواب قاسٍ بمركز تحقيق "المسكوبية"، وخلال الاستجواب هاجمه أحد المحققين، وقام بالاعتداء عليه بالضرب، وصفعه، ومن ثم قام بطرحه أرضاً وأخذ يدوس عليه، وهو ملقى على الأرض، حُقق معه عدة مرات، ولساعات طويلة، وبقي بزنازين المسكوبية لمدة 19 يوما، وبعدها نُقل إلى قسم الأشبال بمعتقل "الدامون".
بينما الفتى محمد عبيدات (17 عاما) من بلدة جبل المكبر جنوب القدس اكد ان الأوضاع الحياتية داخل زنازين مركز تحقيق "المسكوبية"، قاسية للغاية فالغرف داخل المعتقل قذرة جدا، والأغطية وسخة مليئة بالحشرات وتُسبب حساسية للجلد، ووجبات الطعام المقدمة سيئة النوع والكمية، عدا عن ذلك فإن معاملة السجانين للأسرى سيئة للغاية، حيث يقومون بالاعتداء عليهم وضربهم؛ بذرائع واهية.
وفي شهادته للمحامي قال القاصر أحمد عويوي (17 عاما) من مدينة الخليل، الذي جرى اعتقاله عقب استدعائه لدى سلطات الاحتلال، ان جنود الاحتلال فور اعتقاله قاموا بإلقائه داخل العربة العسكرية، لنقله لمركز تحقيق عتصيون، وخلال تواجده بالعربة تعمد جنود الاحتلال ضربه بشكل تعسفي، وصعق رأسه بعصا الكهرباء، وضربه على صدره بشكل عنيف، مسببين له أوجاع لا يزال يعاني منها حتى الآن.
وعند وصوله لـ عتصيون، قام الجنود بوضعه على كرسي دوار، وتعمدوا تحريكه بشكل متكرر، وضربه وصفعه في ذات الوقت، وذلك لإرهاقه واجباره على الاعتراف بالتهم الموجه ضده، كذلك لم يسلّم القاصر من السب والشتم خلال استجوابه وبعد انتهاء التحقيق معه جرى نقله إلى الغرف مع الأسرى الآخرين، وهناك فقد وعيه أكثر من مرة من شدة الضرب الذي تعرض له.
بينما الفتى عوض أبو نعيم (18 عاما) من قرية المغير بمدينة رام الله، أفاد انه تم اقتياده للخارج بعد اقتحام منزله وزجه داخل الجيب العسكري، قام جنود الاحتلال بضربه ضربا مبرحا، كما تعمدوا استفزازه وشتم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، عدا عن ذلك قاموا بإهانته وتصويره عبر تطبيق (التيك توك) أثناء التنكيل به، ومن ثم قامت قوات الاحتلال بنقله إلى معتقل “عوفر” لاستجوابه، وبعدها إلى مركز توقيف “عتصيون”، حيث يقبع الآن.
مكتب إعلام الأسرى علق على هذه الشهادات بأنها جزء بسيط مما يتعرض له الأطفال الأسرى خلال الاعتقال والتحقيق، على الرغم من أن الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان وتحديدا اتفاقية حقوق الطفل، شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال، ودعت الى عدم استخدام التعذيب بحقهم إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي جعلت من تعذيب الأطفال الفلسطينيين واعتقالهم الملاذ الأول، وأذاقتهم أصناف العذاب والمعاملة القاسية والمهينة من ضرب وشبح وحرمان من النوم ومن الطعام، وتهديد وشتائم .
وطالب المؤسسات المعنية بشؤون الأطفال بضرورة إرسال لجان متخصصة للاطلاع على الجرائم التي ترتكب بحق الأطفال الفلسطينيين ووقف الجرائم المستمرة بحقهم .