تقرير حقوقي: انتهاكات جسيمة بحق الأسرى الفلسطينيين.. شهادة الأسير محمد العسلية تكشف فصول التعذيب الممنهج
تقرير حقوقي / مكتب إعلام الأسرى

كشف الأسير المحرر محمد العسلية في إفادته لمكتب إعلام الأسرى عن انتهاكات خطيرة مورست ضده وضد الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر مبينا أن ما جرى داخل المعتقلات يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف المتعلقة بحماية الأسرى.

أوضح العسلية أنه اعتقل برفقة والده وشقيقه أثناء تواجدهم في منطقة الصناعة بخان يونس حيث نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات جماعية واسعة في المنطقة.

وأفاد بأن الجنود أجبروه على الوقوف مع مئات المعتقلين في صفوف متراصة قبل أن يتم تقييد يديه وتعصيب عينيه ثم تعرض للضرب والإهانة لساعات متواصلة قبل نقله إلى منطقة قرب الحدود للتحقيق الميداني حيث استُخدم التعذيب الجسدي والنفسي ضده بشكل مباشر.


ذكر الأسير المحرر أنه احتُجز في معتقل "سديه تيمان" في ظروف قاسية داخل بركسات مكتظة، تعرض خلالها المعتقلون للضرب اليومي والتجويع والإذلال الجماعي، إضافة إلى رشهم بغاز الفلفل وإطلاق الكلاب البوليسية عليهم.
وأوضح أن المعتقلين حرموا من الطعام الكافي والرعاية الصحية الأساسية في انتهاك واضح لحقوق الإنسان وللقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء الصادرة عن الأمم المتحدة.
وأضاف العسلية أنه نقل بعد ذلك إلى معتقل في القدس، حيث استمر التعذيب والقمع لمدة شهرين، ثم إلى معتقل عوفر العسكري، الذي شهد استمرار سياسة الإهمال الطبي والعزل الانفرادي قبل نقله إلى سجن النقب الذي وصفه بأنه الأسوأ من حيث الظروف الإنسانية والمعيشية.

وأشار إلى أنه تعرض هناك لاعتداء مباشر عبر سكب مياه ساخنة عليه ما تسبب بحروق في رقبته وساقيه، في ظل استمرار سياسة التجويع ومنع العلاج، وانتشار أمراض الجلد والجرب بين الأسرى دون تدخل طبي.

أفاد الأسير المحرر بأن إدارة السجون استخدمت أساليب تنكيل جماعي تمثلت في اقتحام الغرف ليلًا مع الكلاب وإطلاق الغاز داخلها، ما أدى إلى حالات اختناق وإصابات خطيرة، كما تعرض لاعتداء مباشر بعد وضعه داخل قفص وإطلاق كلب عليه تسبب بتمزيق وجهه.

تشير هذه الشهادة إلى حجم الانتهاكات الممنهجة التي تُمارس داخل السجون الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين بما يشمل التعذيب الجسدي والنفسي والإهمال الطبي والتجويع، وهي ممارسات تمثل جرائم حرب وفق اتفاقيات جنيف الرابعة

ويطالب مكتب إعلام الأسرى المؤسسات الحقوقية الدولية بفتح تحقيق عاجل ومستقل في هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان توفير الحماية القانونية والإنسانية للمعتقلين الفلسطينيين.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020