إن دخول أي أسير معركة الأمعاء الخاوية في سجون الاحتلال، يدخل عائلته في دوامة من الخوف والقلق عليه، فقرار الإضراب عن الطعام ليس سهلاً، فهي معركة خطيرة على حياة الأسير في ظل تعنت إدارة السجون تجاه أي إضراب فردي يقوم به الأسير رفضا للاعتقال الإداري.
مكتب إعلام الأسرى يغوص في تفاصيل حياة عائلة الأسير المضرب عن الطعام ماهر الأخرس الذي دخل ال 77 يوماً بدون مدعمات سوى شرب الماء.
"تذكير" الابنة قبل الصغرى للأسير ماهر الأخرس في الصف الحادي عاشر تحدثت عن مأساة العائلة ببراعة وقدرة على توصيف الحال وكأنها صحفية ماهرة تكتب قصة صحفية بكل تفاصيلها المؤلمة.
تقول "تذكير" بنبرة من التحدي والقوة بالرغم من الخوف والقلق الساكن في قلبها:" والدي الأسير ماهر الأخرس، يخوض معركة كل الأحرار، ومن واجب الجميع النصرة والمساندة، فلم يعد هناك متسعا من الوقت للانتظار، فنحن لا نستجدي أحداً، بل نطالب الجهات المعنية بالوقوف عند مسؤولياتها.
تتابع حديثها: والدي بأمعائه يخوض معركة شرسة وخطيرة، فمن يعيش تفاصيل حياتنا منذ اليوم الأول من الإضراب عن الطعام، يشعر بكم من العذاب الذي نتجرعه ونحن نساند والدي ووالدتي، فالمنزل خالٍ من الأمان الأب والأم في إضراب عن الطعام، فماذا بعد هذا العذاب، أقول للعالم وللمطبعين هل ترضون بهذا المشهد، أن تكون عائلة مشردة بين المشافي ومعركة الإضراب عن الطعام؟".
وتضيف تذكير:" شقيقتي الصغرى "تقى"، دخلت الصف الأول وكانت تنتظر والدي بأن يقوم بتوصيلها "بمريول" المدرسة، لكن ذهبت تقى للمدرسة بدون والدي، وهي الآن لا تتحمس إلى الذهاب للمدرسة، فلم يعد هناك في بيتنا يدعو للفرح والسرور ، فحياتنا على مدار الساعة ترتكز على سماع خبر مفرح عن والدي ".
"تذكير " تتحدث عن حياة العائلة مع والدها ولحظة الاعتقال وتقول :" والدي بطبيعته مرح وكان يدخل علينا السرور ويجلس معنا باستمرار ويحدثنا عن كل شيء ، ولحظة يوم السابع والعشرين من تموز قبل عيد الأضحى بيومين ، كانت قوات الاحتلال قد داهمت منزلنا وضابط المخابرات توعد والدي بتشريد العائلة وتخريب مزرعة الأبقار التي يمتلكها ، فكان رد والدي على هذه التهديدات إعلان الإضراب عن الطعام منذ اللحظة الأولى من الاعتقال، فعشنا عيد الأضحى بقلق وتوتر ،
تستردف حديثها: وتستمر المعاناة لغاية اللحظة ووالدتي مع والدي، ننتظر خبرا يفرحنا وينهي معاناة والدي، فنحن كمن يعيش بدون أي شعور بالأمان، نراقب الأخبار وننتظر مكالمة تسعدنا، واثناء اتصالك بنا تهافتنا إلى الهاتف الخلوي، ومع ذلك فالإعلام له دور فعّال ومثمر، فنقل تفاصيل إضرابه يساهم في مساندته ".
وعن رسالتها قالت "تذكير" ببراءة وبراعة:" تخيل أب يوصي أولاده بعدم تشريحه عند استشهاده، فهذه الوصية بحد ذاتها تكفي لكي ننتفض مشاعرنا، ولا نشعر بالحياة وعلى كل غيور التحرك قبل فوات الآوان ".
مكتب إعلام الأسرى أشار أن الاحتلال اعتقال الاحتلال الأسير ماهر الخرس كان بتاريخ 27/ تموز /2020م، وتم تحويله للاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر، ورفض الأسير الأخرس الاعتقال الإداري منذ اللحظة الأولى لاعتقاله، وبعد شهرين من الإضراب عن الطعام أصدرت المحكمة عليا قرارا بتجميد اعتقاله، في خطوة التفافية لفك الإضراب، ورفض الأخرس هذا القرار وأصر على ا لاستمرار في إضرابه حتى الإفراج أو الشهادة.