55 يومًا من التحقيق والتعذيب.. الإهمال الطبي يهدد حياة الأسير سالم زيدات
تقرير/ إعلام الأسرى

منذ أكثر من عامين، تعيش عائلة الأسير سالم علي سالم زيدات (45 عامًا) من بلدة بني نعيم قضاء الخليل، حالةً دائمة من الخوف والقلق على مصيره، بعدما تحوّل اعتقاله إلى رحلةٍ طويلة من العذاب والإهمال الصحي. فبين جولات التحقيق القاسية التي استمرت 55 يومًا، وملفٍ طبيٍّ متدهور خضع فيه لعملية فاشلة بانتظار أخرى مجهولة الموعد، تتأرجح حياة الأسير زيدات بين الألم والإهمال، فيما تترقب عائلته بصيص أملٍ يبدّد الغموض الذي يلف مصيره.

تحدث مكتب إعلام الأسرى إلى عائلة الأسير للوقوف على تفاصيل معاناته منذ لحظة اقتحام المنزل واعتقاله، مرورًا بمرحلة التحقيق، وصولًا إلى وضعه الصحي الخطير داخل السجن.

تقول العائلة:

"هذا الاعتقال ليس الأول في سجل والدنا، فقد أمضى ما مجموعه أربع سنوات في عشرة اعتقالات متفرقة. في العشرين من فبراير عام 2020، اعتُقل وقضى خمسة أشهر في السجن، قبل أن يُحوّل للاعتقال الإداري في سجن النقب، حيث جُدد له القرار أكثر من أربع مرات، ما دفعه لخوض إضرابٍ مفتوح عن الطعام بتاريخ 11 يوليو 2021 للمطالبة بتحديد سقف زمني لاعتقاله".

وتتابع العائلة:

"استمر الإضراب 44 يومًا، عاش خلالها والدنا ظروفًا صحية واعتقالية قاسية، إذ جرى عزله انفراديًا طوال فترة الإضراب. وفي النهاية، خضع الاحتلال لمطلبه، فحصل على حكمٍ جوهري وأُفرج عنه في 14 نوفمبر 2021، ليعود إلى حضن العائلة".

لكن الحرية لم تدم طويلًا. ففي 2 يونيو 2023، داهمت قوات الاحتلال المنزل بعنف واعتقلت زيدات مجددًا، متهمةً إياه بتنفيذ عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "كريات أربع" أدت إلى إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين. وتروي العائلة تفاصيل الاقتحام:

"اعتدت قوات الاحتلال على والدنا بالضرب المبرح، وهاجموا أبناءه وزوجته، وروّعوا الأطفال، وكسّروا أثاث المنزل، كما سرقوا مبلغ 1500 شيكل وصادروا سيارتنا. وحتى أثناء انسحابهم ألقوا قنابل صوتية وأطلقوا النار الحيّ باتجاهنا".

خضع الأسير زيدات بعدها لتحقيقٍ قاسٍ استمر 55 يومًا، تعرض خلاله للتعذيب الجسدي والنفسي، قبل أن يُعرض على سلسلة من المحاكم التي ما زالت تؤجَّل مرارًا دون إصدار حكمٍ نهائي بحقه.

وتضيف العائلة: "منذ اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة، لم نعد نراه إلا عبر جلسات محكمة تُعقد على تطبيق (زوم). لاحقًا علمنا أنه يعاني من حصوة في المرارة تسبب له آلامًا حادة، لكن إدارة السجون رفضت تقديم العلاج اللازم، حتى فقد نحو 15 كغم من وزنه في سجن نفحة".

وتؤكد العائلة أن أوضاعه الصحية تدهورت بشكلٍ خطير:

"وصلت حالته مرحلة الموت من شدة الأوجاع – كما نقل لنا أسرى محررون – ولم يتحرك الاحتلال إلا بعد احتجاج الأسرى لأجله، حيث نُقل إلى مستشفى (سوروكا) وأُجريت له عملية إزالة حصوات بالمنظار، ثم أُعيد مباشرة إلى السجن".

إلا أن العملية فشلت، وأبلغت العائلة مؤخرًا أنه من المفترض أن يخضع خلال الشهر القادم لعملية جراحية جديدة لاستئصال المرارة. وتقول العائلة بأسى:

"بعد العملية الأولى، سُحبت منه المسكنات رغم حاجته الماسة إليها، ولم نتلقَّ أي تحديث عن وضعه الصحي حتى اليوم".

وبينما يواجه الأسير سالم زيدات مصيرًا غامضًا في محاكم لا تنتهي، تواصل عائلته انتظار أي خبرٍ مطمئن عنه، محرومةً من زيارته أو التواصل معه، لتكتفي بفتات المعلومات التي ينقلها الأسرى المحررون من قسمه، علّها تُخفف شيئًا من قلقهم الذي لا يهدأ.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020