رام الله- مكتب إعلام الأسرى
لا تكاد تمر عدة أسابيع حتى تتعرض الناشطة المقدسية وفاء أبو جمعة (٥٢ عاما) من بلدة الطور للاعتقال أو الاستدعاء على يد شرطة الاحتلال تحت ذرائع عدة تلفقها لها.
ولكن توالي الاعتقالات أنهكت السيدة التي وجدت نفسها تعاني من أمراض عدة بعد كل ما مرت به؛ حيث لم يعد جسدها يحتمل المزيد من الظلم الذي قرره الاحتلال بحقها لمجرد أنها فلسطينية تعيش في القدس.
ثلاث مرات تعرضت خلالها وفاء للاعتقال الفعلي ناهيك عن الاستدعاءات والتضييق، وفي كل مرة يتم اقتحام منزلها فجراً واقتيادها إلى مراكز التحقيق دون أن تعلم ما السبب أو المبرر.
وتقول لـ مكتب إعلام الأسرى إنها في كل مرة كانت تمكث في الاعتقال شهرا كاملا في التحقيق، وهناك تتنوع الأساليب التي يتم استخدامها بحقها ما بين تعذيب نفسي وحرمان.
وتوضح بأن المحققين كانوا يمنعونها من النوم والأكل ويحتجزونها في زنازين انفرادية تفتقر لأدنى المقومات الإنسانية؛ كما لم يراعوا حالتها الصحية وكانوا ينقلونها يوميا من سجن المسكوبية إلى سجن هشارون ما أرهقها بشدة.
أما التهم التي تذرع بها الاحتلال فكانت التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتهديد المستوطنين خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك.
وتؤكد أبو جمعة بأن كل تلك الاعتقالات والظروف السيئة التي صاحبتها من حيث التحقيق والاحتجاز تسببت لها بأمراض عدة مثل السكري المزمن وأمراض القلب وانسداد الشرايين والتي أجرت لها عملية قبل عامين، كما أن مستويات الكوليسترول لديها مرتفعة.
وتضيف:" كذلك تعرضت لعملية دهس من مستوطنة فرت هاربة من المكان؛ وأصبت يومها بجروح وكسور في ذراعيّ وخضعت لعمليات تركيب بلاتين وبراغي ولوح فيها".
عقوبات عدة كان يفرضها الاحتلال على السيدة بعد الإفراج عنها ما بين الحبس المنزلي والكفالات والغرامات وتأجيل المحاكمات، ولكن العقوبة الأخيرة كانت ما تسمى بخدمة المجتمع.
وتوضح وفاء بأن الاعتقال الأخير لها كان في عام ٢٠١٨، وبعد التحقيق لمدة شهر معها تم الإفراج عنها بكفالة وعقد سلسلة محاكمات لها استمرت لمدة عام، ثم قرر الاحتلال فرض ما تسمى خدمة المجتمع عليها لمدة ثمانية أشهر يوميا من الساعة السابعة صباحا وحتى الرابعة عصرا.
ولكن الحالة الصحية لوفاء لا تمكّنها من العمل هذا؛ حتى منزلها لم تعد تستطع العمل فيه كما السابق بسبب ما لحقها من أمراض وإرهاق، حيث لديها أربعة أبناء يحتاجون للرعاية والمتابعة.
وتضيف:" فرض هذه الخدمة علي في مركز لكبار السن وما يصاحبها من عمل شاق يريدون منه إذلالي وتحطيمي لأنهم يعلمون أنني لا أتمكن من القيام به، ونفسيتي الآن متعبة بسبب كل هذه الضغوط، حيث أن الاحتلال هو السبب الرئيسي في كل ما أعاني منه".
حتى أبناء وفاء تعرضوا للاعتقال وأمضى أحدهم أربع سنوات ونصف والآخر عامان ونصف.. لتزيد عذابات هذه السيدة التي تشكل نموذجا لعشرات المقدسيات ممن يستهدفهن الاحتلال بوسائل مختلفة.