الإضراب عن الطعام هو السلاح الوحيد التي يمتلكه الأسير كي ينتزع أبسط حقوقه، ومحاولة لضغط على إدارة السجون لتحقيق مطالبه، الأسير أحمد زهران من دير أبو مشعل قضاء رام الله، تخطى المائة يوماً في معركته الخاوية، وناقوس الخطر بدأ يدق، فالأيام القليلة القادمة إن لم تحمل خبر انتصاره فخبر استشهاده سيكون لا محال منه كما حدث مع غيره من الأسرى.
في خيمة الاعتصام ومنذ ما يزيد عن 70 يوماً يعتصم رفاق الأسير زهران في السر وأبناء قريته الذين حملوا المؤسسات ذات العلاقة والمستوى السياسي في السلطة مسؤولية نصرة الأسير زهران ورفاقه من الأسرى.
ورغم أن المشاركون في الاعتصام يرفعون صورة الأسير زهران داخل خيمة الاعتصام كنوع من التضامن معه، إلا أن اللوم على عدم زخم الحضور لأسير قطع حاجز المائة اليوم من الإضراب على الطعام وخسر من وزنه 35 كغم، ففي كل دقيقة تمر عليه وهو مستمراً في معركته، ينتظره خطر مؤكد على حياته أو تلف في أعضاء جسده لا يمكن تلافيها في المستقبل.
فالإسناد الشعبي الضعيف للأسير أحمد زهران اشتكى منه رفاقه في خيمة الاعتصام داخل قريته وعائلته، فهو قدم تضحيات ودفع فاتورة باهظة من ضريبة العمر داخل الأسر.
القيادي المحرر شاكر عمارة من مخيم عقبة جبر في أريحا يقول:" نحن أمام إضراب عن الطعام لأسير يخوض معركة مؤلمة تخطت المائة يوم دون استجابة لمطلبه بإلغاء الاعتقال الإداري بحقه".
وبحسب القيادي فأن الاعتقال الإداري مؤلم أكثر من ألم الإضراب عن الطعام، فهو تجبر مخابراتي وسادية أمنية على الأسير في الاعتقال الإداري، لذا يضطر الأسير إلى تحمل الألم في معركة الإضراب عن الطعام، حتى يلغي اعتقاله الإداري الظالم والعنصري.
ويضيف عمارة" أن إطلاق اسم إداري على الاعتقال هو ظلم، فهو اعتقال عنصري غاشم".
ويتساءل القيادي" فما الذي يجبر الأسير أحمد زهران أن يعلن إضرابه عن الطعام منذ أكثر من مائة يوم، إلا عندما شاهد تجبر ضباط المخابرات وساديتهم بالتنكر لوعودهم وتجديد الاعتقال الإداري بحقه من جديد، فالاعتقال العنصري الذي يطلق عليه الاعتقال الإداري يزيد من تغول جهاز المخابرات بحق الفلسطينيين بشكل عام، فكل فلسطيني بشكل عام مشروع اعتقال عنصري غاشم بدون تهمة ".
المحرر رأفت ناصيف الذي ذاق ويلات الاعتقال الإداري أكثر من عشر سنوات من مدينة طولكرم يقول:” الأسير أحمد زهران يدخل مرحلة شديدة من الخطر، ومحاولة الالتفاف على إضرابه من قبل المحكمة العسكرية وبمراوغة من ضباط المخابرات يدلل على أن المؤسسة الأمنية للاحتلال لا تريد لأي أسير في الاعتقال الإداري تحقيق أي انجاز نوعي وبصمة نجاح عليهم، فهم يعتبرون إضراب الأسير زهران صفعة لهم بالرغم من جبروتهم ".
يشار إلى أن الأسير زهران (42 عاما) من بلدة دير أبو مشعل شمال غرب رام الله، وهو أسير سابق قضى ما مجموعه في معتقلات الاحتلال 15 عاما، وهو أب لأربعة أبناء.
ويعد هذا الإضراب الثاني له خلال العام الجاري، علماً أنه أنهى إضرابه السابق الذي استمر لمدة 39 يوماً، بناءً على وعود، وقبل انتهاء الأمر الإداري السابق، أبلغته إدارة معتقلات الاحتلال أنه سيتم تجديد اعتقاله الإداري، وعليه شرع بالإضراب عن الطعام ودخل المائة يوم.