يطلق عليه الأسرى داخل السجن الجد كونه أكبر الأسرى سناً وقد تجاوز عمره الثمانون عاماً، لكنه يمتلك روح الشباب وحكمة الشيوخ، معنوياته عالية تعانق السماء رغم شيب شعره، وما يعانيه من أمراض متعددة دفعت إدارة السجون لنقله على أثرها للمستشفى أكثر من مرة.
مكتب إعلام الأسرى قال بأن الاحتلال رفض العشرات من المناشدات التي صدرت عبر جهات مختلفة لإنهاء معاناة شيخ الأسرى فؤاد حجازي الشوبكي (81عاماً) والمعتقل منذ 13 عاماً وجسده مثقل بالأمراض وآثار السجن القاسية التي لا ترحم صغيراً قاصراً، أو كبيرا طاعناً في السن.
وأوضح إعلام الأسرى بأن الأسير الشوبكي تنقل بين كافة سجون الاحتلال من شمال فلسطين إلى جنوبها ويقبع حالياً في سجن النقب الصحراوي تحت ظروف صحية واعتقاليه صعبة تفتقر لأدنى مقومات الحياة للعيش بكرامة وإنسانية، ويحتاج إلى رعاية خاصة وطعام مخصص وإجراء فحوصات دورية لمعرفة سبب معاناته وتراجع صحته.
وبين إعلام الأسرى بأن الأسير الشوبكي يعاني من قائمة طويلة من الأمراض ووضعه الصحي في تراجع مستمر، نظراً لكبر سنه، ونتيجة ظروف السجن الصعبة والإهمال الطبي، حيث يعاني من مرض السكري والضغط والبواسير ومشاكل بالبول ومشاكل في النظر، وضعف الدم، وقد نقل إلى مستشفى الرملة أكثر من مرة لكنه لا يتلقى علاج مناسب من قبل الإدارة، ومؤخراً وبعد مماطلة لسنوات أجرى الاحتلال له عملية جراحية في عينه بمستشفى "بزلاى".
الأسير الشوبكي كان أعتقل بتاريخ 14/3/2006، بعد اقتحام الاحتلال لسجن أريحا الذي كان يخضع لحماية بريطانية أميركية، وأشراف من السلطة الفلسطينية، وكان برفقته الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، وأربعة من نشطاء الجبهة.
واتهمه الاحتلال بتوريد الأسلحة للمقاومة الفلسطينية في القضية التي عرفت باسم سفينة " كارين A" التي ضبطتها بحرية الاحتلال، في عرض البحر الأحمر في الثالث من يناير للعام 2002، وأصدرت محكمة الاحتلال العسكرية بحقه حكماً قاسياً بالسجن الفعلي لمدة 20 عاماً، وخفضت فيما بعد إلى 17 عاماً أمضى منها حتى الآن 13 عاماً.
إهمال السلطة لقضية الفلسطيني الأسير الشوبكي وعدم سعيها الجاد لإطلاق سراحه من سجون الاحتلال وخاصه أنه أمضى ثلثي مدته دفعته مؤخراً إلى توجيه رسالة عتاب قاسية من داخل سجنه إلى قيادتي منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، التي يعدّ من أحد أبرز قادتها التاريخيين.
وتساءل اللواء الشوبكي في رسالته عن سبب تجاهل قادة فتح خلال اجتماعاتها لمعاناته في الأسر وهو الذي تجاوز الثمانين عاماً، مذكّراً إيّاهم بوقوفه إلى جوارهم في وقت الحرب والسلم وأنه لم يتوانى عن تقديم الدعم لفلسطين وقضيتها.
وأضاف الشوبكي اليوم وبعد معاناة في زنازين الذل والهوان وبعد أن تجاوزت من العمر عتيا وبعد أن هدني المرض والتعب حتى أصبحت لا أقوى على القيام أو القعود بدون مساعدة، أما كان منكم أن تذكروني ولو معنوياً أثناء اجتماعاتكم وجلساتكم، أليس منكم من هو حافظُ للجميل بأن يسأل عني أو يطالب القيادة بالحراك الشعبي والدولي لإطلاق سراحي!
اليوم يا سادة وبعد أن تجاوزت الثمانين من العمر ولم يتبقى لدي من العمر إلا أياماً معدودات أود أن أذكركم بأنني قدمت نفسي قرباناً لقضية وطن يرزح تحت الاحتلال، وكنت الأكثر تضحيةً في الوقت الذي احتاجني فيه أبنائي، واخترت الوطن عن الابن والأهل، وتحاملت على نفسي ورفضت الانصياع للمحتل من أجلكم جميعاً كما رفضت البوح أو القول بشيء لهذا الغاصب.
واستطرد "لا أستجدي منكم الرحمة أو العطف، ولكني أمد إصبع التخاذل لكم، لقد خذلتموني أيها السادة وبخذلانكم لأسراكم ستبيعون الوطن للحفاظ على مكتسباتكم الوقتية، لا تنسوا بأنكم لم تحققوا شيئاً خلال تلك الأعوام المنصرمة وما عادت قضيتنا مركزية، بل أصبحت قضايانا تنصب على الكراسي والمناصب والمكاسب".
الأسير الشوبكي يتعرض للموت البطيء في سجون الاحتلال وكانت رفضت محكمة الاحتلال والمعروفة باسم محكمة "الشليش" أكثر من مرة إطلاق سراحه بعد أن أمضى أكثر من ثلثي محكوميته، ولا يزال ينتظر من ينتصر له ويفك قيوده قبل فوات الأوان.