انهمكت عائلات الأسرى بصناعة الحلوى واستقبال المهنئين بعد صدور نتائج التوجيهي للأسرى داخل سجون الاحتلال بعد تقديمهم الامتحانات خلف القضبان.
عائلة الأسير عمار ياسر حماد من قلقيلية استقبلت النتيجة بفرحة عارمة وبعد شهرين من حكمه 27 شهراً وغرامة مالية، فهذه النتيجة خففت من وقع الحكم القاسي على ابنها في محكمة سالم.
نتيجة مشرفة
المحرر د. ياسر حماد والد الأسير عمار حماد يقول:" النتيجة كانت مشرفة فقد حصل على معدل 76 % وهذا الأمر له قيمته المعنوية بالنسبة للعائلة بأكملها، وبالرغم من حكمه العالي إلا أن النتيجة كان لها وقعها النفسي الجيد، ونسي الجميع الحكم وأخذوا يتحدثون عن النجاح، وبعد التحرر من الأسر عليه أن يكمل تعليمه، فالاحتلال حرمه قرابة العامين والنصف من عمره خلف القضبان ".
ويضيف:" عائلات الأسرى احتفلت بنجاح أبنائهم بعدة أشكال منها من صنعت الحلوى البيتية وأخرى وكأنه موسم وطني، فالكل يفرح للأسير أي إنجاز يقوم به سواء الحصول على التوجيهي أو البكالوريوس وغيرها من الإنجازات العلمية أو الأدبية، فالأسرى داخل الأسر طاقات متنوعة ولديهم القدرة على صناعة النجاح ".
الكل مهتم بالتوجيهي
وتابع د. حماد قائلا :" معظم الأسرى الذين يسمح لهم بتقديم امتحان التوجيهي يسارعون إلى تقديم الامتحان بالرغم من كل العراقيل التي توضع أمامهم من قبل إدارة السجون التي تحاول منع الكثير منهم من تقديم الامتحان ، فهناك أسرى بعد تحررهم التحقوا بالجامعات وأصبحوا بعد مواصلتهم تعليمهم أساتذة في الجامعات بعد محنة الأسر والحرمان ، فالنجاح في التوجيهي للأسير عربون نجاح في المستقبل ، وهو إنجاز تحقق بعد سلسلة من النضالات للحركة الأسيرة وارتقى شهداء وجرحى وعذابات معارك الإضراب عن الطعام حتى تحققه إنجاز التعليم للأسرى بتقديم امتحان التوجيهي أو الالتحاق بالجامعات ".
أسرى تحرروا
وتلقى أسرى تحرروا من الأسر نجاحهم بسعادة لا توصف، فهذا النجاح له أهمية كبيرة في حياتهم.
يقول المحرر محمد نزال:" بعد ستة عشر شهراً من الأسر تلقيت خبر نجاحي في التوجيهي بفرحة كبيرة، فقد قدمت الامتحان داخل الأسر وانتظرت النتيجة بفارغ الصبر واليوم استلمت النتيجة التي أثلجت الصدور وأدخلت السرور إلى كل العائلة، فالنجاح للأسير مضاعف من كل النواحي، فهو تعويض عما فاته من حرمان وضياع من سنوات عمره خلف القضبان ومعظم الأسرى يلتحقون بالجامعات ليواصلوا مشوار تعليمهم الذي تعثر بسبب سنوات الأسر ".
ويقول المحرر معاذ شريم نجل الأسير محسن شريم:" هذا النجاح اهديه لوالدي الأسير الذي كنت معه في الأسر قرابة العام، وهذا النجاح سيكون على والدي كالبلسم الذي يداوي الجروح، وجميع العائلة احتفلت بالنتيجة، كأنه يوم إفراج لي ولوالدي فالفرحة عمت الجميع ".
علامة فارقة
ويرى الكاتب وليد الهودلي الذي ألف عدة مؤلفات خلف القضبان أن النجاح للأسرى علامة فارقة في حياتهم وحياة ذويهم وكل الدائرة المحيطة بهم، فالنجاح بلسم حياة لهم، بعد أن أذاقهم الاحتلال مرارة الاعتقال ومرارة الحكم ومرارة الزيارات المذلة والتنقلات بين السجون، فهو يأتي من بين ركام ثقيل من العذابات المستمرة، كما أن النجاح له نتائج سلبية على السجان ومن يقف خلفه من مؤسسة مخابراتية تسعى لهدم شخصية الأسير، فيقابل هذا المخطط بنجاح يعمي أعينهم وقلوبهم.