منتصر عجاج أسيرٌ أنهكه الاعتقال الإداري، وطفلتان تكبران على غياب أبيهما
تقرير/ إعلام الأسرى

الأسير الإداري منتصر بلال نمر عجاج (33 عامًا) من بلدة صيدا قضاء طولكرم، يعاني من سوء تغذية وهزالٍ شديد أفقداه القدرة على السير.

تزامن عمر طفلته الصغرى ريتال، التي لم تتجاوز العامين، مع مدة اعتقاله. لم يُتح له حتى اليوم أن يرى وجهها أو يحتضنها، بينما تكبر هي وشقيقتها ريم خلف بابٍ مغلقٍ بوجه الحرية واللقاء. فكلما أوشك أمر الاعتقال الإداري على الانتهاء، صدر آخر جديد يسرق فرحتهم ويعيد وجع الانتظار إلى قلب العائلة.

تحدّث مكتب إعلام الأسرى إلى زوجة الأسير عجاج، التي روت ملامح معاناةٍ تمتد منذ اعتقال زوجها بتاريخ 15/10/2023، في أعقاب حرب الإبادة على قطاع غزة.

تقول زوجته: "منذ ذلك اليوم، يعيش زوجي تحت أوامرٍ إدارية متجددة لا تنتهي، فقد جُدّد اعتقاله خمس مرات متتالية، وينتهي أمر اعتقاله الحالي في فبراير القادم، ولا نعلم ما ينتظره بعدها."

وتضيف أن أخبار زوجها منقطعة تمامًا بسبب منع الزيارات في سجن النقب الصحراوي، بعد أن كانت العائلة تعتمد على راتبه لتغطية تكاليف الزيارة، وقد قُطع أيضًا، ليُضاف ذلك إلى عبء الغياب والفقر.

تقول: "أخبار منتصر تأتيني فقط عبر أسرى محررين. حين كان في سجن مجدو، لم يكن قادرًا على السير، وكان زملاؤه يساعدونه على الحركة وإنجاز أموره اليومية، بينما تجاهلت إدارة السجن حالته الصحية ورفضت علاجه."

لم يتحسن وضعه بعد نقله إلى سجن النقب، حيث البرد ينهش جسده، وملابس الأسرى لا تقيهم قسوة الشتاء. وتشير عائلته إلى أنه يعاني من فقدانٍ حادٍ للوزن وسوء تغذيةٍ مزمن، ولا تعرف على وجه الدقة مقدار ما خسره من وزنه، إضافة إلى إصابته المتكررة بمرض السكابيوس (الجرب) بسبب الرطوبة وانعدام النظافة في السجون.

تقول زوجته بوجعٍ صامت: "أخشى أن يفقد القدرة على السير تمامًا. وحدي أواجه الحياة بطفلتين صغيرتين، أحاول أن أكون الأم والأب معًا، وأن أعيش بكرامة حتى يعود لنا."

الأسير منتصر عجاج اعتُقل سابقًا لدى الاحتلال وأمضى نحو سنتين ونصف في الأسر، لكن اعتقاله الحالي مختلف تمامًا.

فالسجون بعد حرب غزة أصبحت مستنقعًا للأمراض والتجويع، والاعتقال الإداري تحوّل إلى عقوبة بلا سقفٍ زمني، تسرق فرحة العائلات في كل مرةٍ يُجدد فيها أمر الاعتقال دون تهمة أو محاكمة.

وحتى ينتهي هذا الكابوس، تبقى ريتال وريم تكبران على غياب أبيهما، فيما تنتظر زوجته أن تطرق الحرية بابهم ذات صباحٍ، وأن يعود إليهم منتصرٌ بوجهٍ أنهكه الصبر، لا المرض.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020