الأسير فواز بعارة: اعتقالٌ لأبنائه واقتحامات متكررة لمنزلهم تضاف لحكمه المؤبد وملفه الصحي الخطير
تقرير/ إعلام الأسرى

لا تأتي الابتلاءات فرادى لعائلات الأسرى، اليوم يتعمد الاحتلال اعتقالاتٍ بالجملة لأركان البيت من الآباء والأبناء، بعض العائلات تترك اليوم دون وجود داعميها، بعض البيوت خلت من أصوات الرجال وبقيت النساء تحملن رسالة الصبر والصمود ونقل أخبارهم وتتبع مواعيد محاكمهم وأوامر الاعتقال الصادرة بحقهم، ومتابعة ملفاتهم الطبية خلف سجون الاحتلال.

عائلة الأسير فواز سبع فايز بعارة(55عاماً) سكان مدينة نابلس، عائلة تكابد الصبر منذ سنوات، لم تنتهي معركتهم بعد مع سجون الاحتلال، معركة والدهم في الأسر مع حكمه المؤبد ومع سجله المرضي الصعب، ومعركة العائلة مع الاقتحامات المتكررة للمنزل التي انتهت باعتقال الابنين الوحيدين للأسير فواز بعارة، ناصر بعارة(28عاماً) وجعفر بعارة(29عاماً)، ليترك منزلهم بجروح ثلاثة لن تندمل إلا بحريتهم جميعاً.

مكتب إعلام الأسرى تحدث إلى عائلة الأسير فواز بعارة للوقوف على آخر أخبار الأوضاع الصحية له، ولمعرفة تفاصيل اعتقال أبنائه وظروف اعتقالهم، ولمعرفة ما تعاني منه العائلة من آثار الصبر والانتظار والقلق على الملف الصحي للأب.

يمتد الملف الصحي للأسير فواز بعارة ليطال جسده بآلامٍ لم تنتهي منذ سنوات، تقول عائلته" في آخر زيارة للوالد أبلغ المحامي بأنه لا يرى في عينه اليسرى أبداً وبأنه يعاني من عدة أمراض، فقد تعرض لمرض السرطان خلال فترة اعتقاله وهو مريض قلب ولديه بطارية تساعده في تحسين عمل القلب، وهو بحاجة لعملية قلب فتوح".

ويعاني الأسير فواز بعارة في عينيه من مرض يدعى (كتراكت) وهذا المرض هو عبارة عن حالة من إعتام عدسة العين يسبب ضعف بصر تدريجي ويتطلب عملية جراحة مستعجلة حتى لا تنعدم الرؤية تماماً في العين وهو ما أخبر به الأسير فواز بعارة محاميه ما يزيد من ضرورة المسارعة في تقديم علاج له.

توضح عائلته" هناك ماء في عينه الآن لا يرى فيها بشكل نهائي ومن الضروري عمل عملية له، كل يوم يمر دون علاج له يتركه عرضةً ليخسر نظره في عينه الأخرى أيضاً، وإضافة لهذا العلاج هو بحاجة لعملية قلب مفتوح، ولديه أوجاع شديدة في منطقة الظهر، وما قبل الحرب اكتشف الوالد أن لديه ورم في معدته وقد تم أخذ خزعة منه لفحصه، وحتى اليوم لا يعرف الوالد ولا نعرف نحن نتيجتها".

الأسير فواز بعارة مثال للإنسان الذي قدم لوطنه صحته وعافيته علاوةً على نضاله وحق حريته المسلوب، قبل زواجه كان اعتقل مدة 6 سنوات في سجون الاحتلال، وأفرج عنه لاحقاً، وبعد عشر سنوات أعاد الاحتلال اعتقاله مجدداً عام 2004، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد المكرر 3 مرات، إضافة ل35 عاماً أخرى.

منذ العام 2022 تناشد عائلة الأسير فواز بعارة كافة الجهات والمؤسسات المعنية للضغط لعمل عملية للأسير فواز لإزالة الماء من عينه حتى لا يخسر حاسة النظر أيضاً لكن دون جدوى ودون استجابة، ولا تزال العائلة عبر السنوات تبذل كامل جهدها حتى تحصل على هذا الحق.

في بداية اعتقال الأسير فواز بعارة فقد والدته ولم تتح له فرصة وداعه، وفي بداية العام الحالي فقد والده أيضاً وحرم كذلك من إلقاء نظرة الوداع عليه، ليتجرع آلام فقدٍ أخرى تضاف لآلامه الصحية، في أيام السماح بزيارات الأهالي وحين كان نجله ناصر في زيارة له بعد انقطاعٍ دام 4 سنوات برفقة شقيقته لم يتعرف عليه والده لطول الانقطاع، حين ركضت ابنته لتحتضنه سألها من هو الشاب الذي يرافقها ليصدم لاحقاً بأنه ابنه ولأنه لم يره منذ سنوات لم يستطع التعرف عليه، وهذه إحدى صور الألم التي تعاني منها العائلة.

واليوم تضاف معارك جديدة لمعارك العائلة علاوةً على اعتقال الأب، فقد عمد الاحتلال لاعتقال ابنيه جعفر وناصر أيضاً، تقول عائلته" الاحتلال داهم منزل ابننا ناصر بعارة بتاريخ 1/12/2023 ودمر المنزل بالكامل وكان ناصر في ذلك الوقت غير موجود، وفي اليوم التالي عادوا أيضاً لمداهمة أخرى ولم يكن موجوداً".

الأسير ناصر ونتيجة لهذه المداهمات وانتهاكات الاحتلال بحق عائلته ومنزله، سلم نفسه للاحتلال بتاريخ 3/12/2023، وصدر بحقه لاحقاً حكم إداري مدته 6 أشهر، وعقب انتهاء هذه المدة تم تحويل ملفه إلى قضية، وتشير عائلته إلى أنه تعرض في أيام العيد السابق للقمع وأصيب بكسور في أضلاعه ولم يتلقَ علاجاً لقاء ألمه بعد، كما أن الأسير ناصر يترك خلفه عائلة تنتظر حريته على أحر من الجمر، فهو متزوج وأب لطفلين.

بتاريخ 14/4/2024 داهم الاحتلال منزل ابن الأسير فواز بعارة الآخر، جعفر وعاثوا خراباً في المنزل واعتقلوه بعد الاعتداء عليه بالضرب وهجوم الكلاب التي ترافقهم عليه وتعرض لإصابة في ذلك الوقت، ولاحقاً صدر بحقه حكم بالسجن مدة 30 شهراً، وهو كذلك متزوج وأب لطفلتين.

اليوم يوزع الأب وأبناؤه على سجني جلبوع ومجدو، حيث يعتقل الأب الأسير فواز بعارة في سجن جلبوع، وكذلك ابنه ناصر غير أنه في قسمٍ مختلف، ويتواجد الأسير جعفر في سجن مجدو، وبين مجدو وجلبوع تتوزع آلام العائلة وانتظارٌ وقلق على أوضاع الأب الصحية وعلى مصير ملف الأسير ناصر والحكم الصادر بحق جعفر كذلك.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020