يغلق سجن الدامون أبوابه على أحلام وقصص 49 أسيرة من الضفة والداخل والقدس وقطاع غزة، موثقة أسماؤهن نقلاً عن محامي الأسيرات حسن عبادي، عدد يشتمل على أسيرات قاصرات وأسيرات حوامل وأسيرات مصابات بمرض السرطان وأسيرات بمراتب علمية عالية كالهندسة والطب، وأمهات بمراتب أكبر، وطالبات جامعة، وزوجات أسرى، ومحررات في صفقات سابقة.
*يعرض مكتب إعلام الأسرى* إحصائية خاصة بالأسيرات في سجن الدامون ويسلط الضوء على أبرز الانتهاكات التي تعترض حياتهن، وينقل جملة من جرائم الاعتداءات المتمثلة في الحرمان من أدنى حقوق الإنسان مروراً بالطعام والعلاج وانتهاءً بالخصوصية واحترام الطبيعة الإنسانية وفق ما تنص عليه المواثيق الدولية وقوانين حقوق الإنسان.
حتى آخر إحصائية موثقة، تتعرض 49 أسيرة لجملة من الاعتداءات الخطيرة كان آخرها نقل أسيرة من مكان أثناء العتقال وضربها والتنكيل بها وتصويرها دون وجود تحقيق متعلق بقضيتها، والإبقاء على اعتقال 3 أسيرات حوامل، و4 أسيرات مصابات بمرض السرطان على رأسهن الأسيرة المحررة منذ أيام حنين جابر.
تتعرض الأسيرات في سجون الاحتلال لتجويع مطلق، ونوعية فقيرة من الطعام، حيث تقدم ملعقتين من اللبن للأسيرة، وتحصل 30 أسيرة على "جاط أرز واحد" وتعمد إدارة السجون لتقديم البيض التالف لهن، والخضار غير الطازجة، ويقدم لهن الطعام بارداً.
لا توفر إدارة السجون فوط صحية للأسيرات، ملابس داخلية عدد 1 فقط يعاد غسلها، نقص في ملابس الصلاة وإن توفرت تتوفر دون "التنورة"، الخصوصية غير موجودة، تراقب غرف الأسيرات بكاميرات على مدار الساعة، يتم اقتحام غرفهن ليلاً ونهار، توجه لهن الشتائم ويتعرضن للضرب وسب الذات الإلهية، كما ويمنع عليهن ممارسة الشعائر الدينية ورفع الأذان.
لا يقدم الاحتلال علاجاً للأسيرات الحوامل ومنهن رماء البلوي، سكان طولكرم، وزهراء كوازبة، بيت لحم، ولا تعطى الأسيرات المصابات بالسرطان وهن 3 أسيرات، أي مقومات العلاج، ومنهن فداء عساف، من قلقيلية، في أفضل الحالات قد تحصل إحداهن على حبة أكامول، لا يوجد أكل صحي يتناسب مع أمراضهن، يتم كلبشتهن عند العد دون مراعاة لخصوصية أوضاعهن.
تُهدد الأسيرات بشكل دائم بالاغتصاب، ويتم ملاحقتهن حتى عند قضاء الحاجة لتعجيل خروج الأسيرة، يخضعن لتفتيش عاري في سجن هشارون، وكذلك تفتيش عاري مجدداً حين وصولهن لسجن الدامون، علاوةً على الضرب وإحكام تكبيلهن أثناء الاعتقال والتحقيق.
تعاني الأسيرات من الاكتظاظ بالتزامن مع حملة الاعتقالات التي تصاعدت ما بعد السابع من أكتوبر، ففي كل غرفة تتواجد 8 أسيرات و4 أسرة للنوم، أي أن هناك 4 منهن يتوسدن بلاط الزنزانة، يقدم الاحتلال لهن قطعتين صابون صغيرات يجب أن تكفيهن ذلك الأسبوع، فوق كل ذلك تحرم كلهن من الحق المشروع في الزيارة منذ ما أطلقت عليه الاحتلال حالة التأهب.
في شهادة حية للأسيرة المحررة المرابطة المقدسية نفيسة خويص لوسائل الإعلام بعد اعتقالها منذ أيام بتاريخ 26/7/2025، ونقلها إلى مركز شرطة بيت الياهو بجانب باب السلسلة في مدينة القدس، يوم واحد فقط كان كفيلاً بأن ترى عينة من جرائم الاحتلال بحق الأسيرات ومشهد واقعي خرج ليروي قصته، تقول المرابطة خويص" فتشوني خلال ساعة وربع تفتيش عاري أزالوا حجابي وكل ملابسي وفتشوني، الخامسة عصراً أعيد نقلي للمسكوبية، هناك حصل معي ذات الشيء، تفتيش عاري سب إهانة، شرطية دفعتني في زنزانة وأزالت عني كل ملابسي، م لما ارتديتها ضربت ودفعت مرة أخرى للزنزانة".
منع الاحتلال المرابطة خويص من تناول دوائها وهي التي تعاني من مر ارتفاع ضغط الدم، لم يراعي الاحتلال عمرها، لم يقدم لها طعام ولا ماء ولا علاج، فقط سب وتهديد باستمرار الاعتقال وإهانة وتعذيب، ومنع من الحدي، تضيف" بقيت مكلبشة حتى الساعة الخامسة قبل نقلي للمسكوبية، على كرسي اثنان واحد عن يميني وواحد عن شمالي كلما أردت الحديث أسكتوني".
المحررة حنين جوابرة، سكان مخيم نور شمس في طولكرم، صاحبة ال50 عاماً والتي نالت حريتها منذ أيام بعد 8 أشهر في سجون الاحتلال، خرجت بملابس الصلاة دون تنورة في تأكيد للسياسة التي تنتهك خصوصية الأسيرات ولباسهن، وإلى جانب كل هذا فقد غادرت السجن بمرض سرطان سببه لها الاعتقال، وبتهمة تقديم الطعام لابنها الشهيد وغسل ملابسه، والذي اعتبره الاحتلال تشجيع منها لسجله النضالي.
وفي شهادة موثقة للأسيرة انتصار عواودة( 52عاماً) من الخليل، نقلتها عبر المحامية أكدت على أنها تعرضت لجملة من الانتهاكات منذ تاريخ اعتقالها في شهر أيار الماضي، حيث تعرضت للضرب والسب والدفع والإهانة أولاً حين نقلها للجب العسكري لدى الاعتقال، ثم تعرضت للتفتيش العاري والحرمان من المياه في مركز تحقيق المسكوبية، وفي معبر الشارون قدم لها طعام قذر، وصولاً لسجن الدامون حيث تعاني اليوم إلى جانب الأسيرات من تقنين وقت الاغتسال وقاء الحاجة، والحرمان من التعرض لأشعة الشمس، وانتشار حكة وحساسية بين الأسيرات وإمساك مزمن، سببه الرئيسي عدم التعرض للهواء النقي وأشعة الشمس.
تعد الأسيرة فداء عساف إحدى الأسيرات اللواتي يحملن ملفاً طبياً خطيراً في سجون الاحتلال، اعتقلت بتاريخ24/4/2025، وهي من سكان قلقيلية، وقد أكدت في شهادتها عبر محاميها على حرمان ممنهج يمارس بحقها فيما يخص علاجها، وتصف وضع سجن الدامون بالموجع نتيجة العدد الكبير للأسرى في الغرفة الواحدة وحرمانهن من أقل الحقوق، وحرمانها على وجه خاص من متابعة وضعها الصحي.
سالي صدقة، سكان قرية المدية قضاء رام الله أسيرة بعمر 17 كان من المفترض أن تتجهز هذا العام لامتحان الثانوية العامة، لكن اعتقالها حرمها من اجتياز الصف الحادي عشر في مدرستها، وهي وإلى جانب الأسيرة هناء حماد(117عاماً) من الخليل تعدان من الأسيرات القاصرات اللواتي يغلق سجن الدامون عليهن أبوابه.
لا يكتفي الاحتلال بهذه الجملة من الانتهاكات، بل وأعاد اعتقال الأسيرة ياسمين شعبان للمرة الثالثة، فقد أمضت 5 سنوات سابقة في سجون الاحتلال، وجرى الإفراج عنها في دفعات تبادل الأسرى التي جرت في شهر نوفمبر من العام 2023، ثم أعاد الاحتلال اعتقالها بتاريخ 8/5/202، وأصبحت إلى جانب كل ذلك أسيرة تعاني من ملف اعتقال إداري، حيث صدر بحقها قرار اعتقال إداري مدته 3 أشهر ونصف الشهر.
أحمد، حلا، حور ثلاث أطفال في بيت فلسطيني يغيب الاحتلال والدتهن إسلام شولي خلف قضبانه، كما ويغيب والدهم إيهاب كذلك، يفتقد هؤلاء الأطفال ركنين بارزين من أركان المنزل، ركنان يختطفهما على الجانب الآخر السجان وجملة من الانتهاكات التي يعرف الشارع الفلسطيني بعضها ويجهل الآخر.
يؤكد مكتب إعلام الأسرى على أن هناك 3 أسيرات حرمن من حقهن في الحرية خلال صفقة الطوفان بسبب سياسة الاحتلال، وهن شاتيلا أبو عيادة، آية الخطيب، ميسر هديبات، وفي حين نالت الأسيرات حريتهن وسط استقبال زينه الفرح الخجول، لم تنلن حريتهن، حيث توصف الأسيرتين شاتيلا أبو عيادة من كفر قاسم في الداخل المحتل، المحكومة ب16 سنة، والأسيرة آية الخطيب، من عرعرة في الداخل المحتل، والمحكومة 4 سنوات، والأسيرة ميسر هديبات من الخليل، يوصفن بالأسيرات صاحبات القلب القوي، شاتيلا وآية كن قد حمدن الله أنهن لم يخرجن خلال الصفقة حتى تتاح لهن مساعدة أسيرات غزة وهن الأسيرات اللواتي لا يسمح الاحتلال بزيارة محامي لهن ولا يعرف عددهن على وجه الدقة حتى اليوم.