في مشهد يختزل معاناة الأسيرات الفلسطينيات، ما تزال الشابة بشرى قواريق (19 عاما) من بلدة عورتا جنوب نابلس، تقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد اعتقالها القاسي الذي حوّل فرحتها المرتقبة إلى كابوس مؤجل.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الأسيرة بشرى قواريق في مايو/أيار الماضي، أي قبل شهرين فقط من موعد زفافها المقرر في 27 حزيران/يونيو 2025، بعد مداهمة منزل عائلتها ليلا بطريقة وحشية. وخلال الاقتحام، صادر الجنود مقتنياتها الخاصة، وأجبروها على الخروج بملابس النوم وسط صراخ وترويع، دون السماح لها بتبديل ملابسها أو اصطحاب حاجياتها الأساسية.
نقلت بشرى بداية إلى مركز تحقيق "هشارون"، حيث خضعت لتفتيش مهين ترك آثارا نفسية عميقة، ثم إلى سجن "الدامون"، حيث تقبع حتى الآن في ظروف غير إنسانية.
وتصف بشرى ظروف الأسر بقولها:
"نعيش في عزلة، بلا فورة، ولا خصوصية. الطعام سيئ، والاحتياجات الشخصية مفقودة، حتى ملابس الصلاة تُصادَر. يفتشوننا ليلا ويمعنون في إذلالنا."
ورغم معاناتها النفسية والجسدية، وجهت الأسيرة رسالة مؤثرة إلى والدتها تطلب رضاها، وتحثّها على استكمال جلسات غسيل الكلى
من جهته، أكد مكتب إعلام الأسرى أن اعتقال الشابات الفلسطينيات، خاصة في فترات حساسة من حياتهن، كموعد الزواج أو الدراسة، يعكس سياسة منهجية تستهدف تدمير البنية النفسية والاجتماعية للأسيرات، وإمعان الاحتلال في استخدام القمع كأداة لكسر الإرادة الفلسطينية.
وأشار المكتب إلى أن سجن "الدامون" أصبح رمزا للقمع الممنهج ضد الأسيرات، حيث تحتجز عشرات النساء في ظروف قاسية تشمل الحرمان من الفورة، ونقص النظافة، والتفتيش العاري، وانعدام الخصوصية، إلى جانب الإهمال الطبي المتعمد وسوء التغذية.
واختتم المكتب بتجديد مطالبته للمؤسسات الحقوقية الدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتحرك العاجل للكشف عن أوضاع الأسيرات في سجن "الدامون"، وضمان وقف الانتهاكات المتواصلة بحقهن، وضمان الإفراج الفوري عن المعتقلات دون تهمة، وفي مقدمتهن الشابة بشرى قواريق التي لا تزال تنتظر أن تُفرج عنها الحياة، لا الاحتلال.