تمر الذكرى السابعة والعشرون لتوقيع اتفاقية أوسلو بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية عام ١٩٩٣، حيث شكلت منعطفا كبيرا في حياة الفلسطينيين وأثرت على مختلف القضايا المصيرية حتى الآن.
ولكن الاتفاقية التي روّج موقعوها لإيجابياتها المعدومة؛ مسّت بالكثير من الثوابت الفلسطينية على رأسها قضية الأسرى الذين يحرقون أعمارهم داخل السجون الصهيونية، حيث تجاهلت الاتفاقية تماما قضية حريتهم وتداركها المفاوض بعد سنوات من توقيعها دون أن يجني الكثير بهذا الخصوص.
وكأي اتفاقية أمنية كان من المفترض أن يجني الفلسطينيون ثمارا ولو قليلة من هذا الاتفاق؛ ولكن على عكس الاحتلال لم تكن أوسلو مفيدة لهم في أي جانب، حيث تفاجأ الصهاينة من "مرونة" المفاوض الفلسطيني خاصة فيما يتعلق بملف الأسرى الفلسطينيين وتبييض السجون.
وترى الناشطة في مجال الأسرى أمينة الطويل بأن اتفاقية أوسلو لم يتم طرح قضية الأسرى فيها؛ ونتيجة لذلك تم ترك قضيتهم لواقع مجهول وورقة ابتزاز سياسي بهدف ابتزاز السلطة الفلسطينية في عقد أي جلسات حوار أو تفاوض حول ما يسمى بالسلام.
وتقول لـ مكتب إعلام الأسرى إن الاتفاقية كذلك تجاهلت نضالات الأسرى وإنجازات الحركة الأسيرة، وتركتهم رهينة لمزاجية الاحتلال واستفراده بهم ولم تأت على ذكر ظروف اعتقالهم أو حتى تطالب بتحسينها.
وتشير إلى أن ٢٦ أسيرا من أصحاب المحكوميات العالية معتقلون منذ ما قبل توقيع الاتفاقية؛ ولكن حتى اللحظة ما زال الاحتلال يتجاهل الإفراج عنهم وكل ذلك بسبب عدم مطالبة المفاوض الفلسطيني بهم منذ توقيع الاتفاق.
مطالب مؤجلة
وتعتبر الاتفاقية طعنة في الظهر في قضية الأسرى؛ فهي لم تستغل أي بند للمطالبة بالإفراج عنهم أو حتى فرض تحسين الظروف الاعتقالية لهم وتحقيق بعض الإنجازات، ما اضطر الأسرى لخوض سلسلة إضرابات مؤلمة لتحقيق مطالب عدة كإنهاء العزل الانفرادي والسماح بالزيارات ورفض الاعتقال الإداري وغيرها.
ويعتبر وزير شؤون الأسرى السابق وصفي قبها بأن الاتفاقية كانت وبالاً على الأسرى وليست في صفهم، فهي تجاهلت معاناة سنوات طويلة للعديد منهم وضيع خلالها المفاوض الفلسطيني فرصة ثمينة للإفراج عنهم.
ويقول لـ مكتب إعلام الأسرى إن الاتفاقية ساهمت في تقسيم الأسرى ما بين ما أسماهم الاحتلال ذوو أيد ملطخة بالدماء أو أصحاب أياد نظيفة، في إشارة إلى من شارك في جرح وقتل جنود ومستوطنين ومن لم يشارك في ذلك.
ويوضح بأن الاتفاقية لم توقف الدم النازف من داخل السجون فمنذ توقيعها إلى الآن استشهد ١١١ أسيراً فلسطينيا دون فتح تحقيق واحد في استشهاد أي منهم؛ ومنهم ستة أسرى ما زال الاحتلال يحتجز جثامينهم وهم عزيز عويسات وماجد طقاطقة وفارس بارود وسعدي الغرابلي وبسام السايح وداود الخطيب.
ومنذ توقيع الاتفاقية وحتى الآن اعتقل الاحتلال أكثر من ١٢٥ ألف فلسطيني؛ حيث لم تضع أي قيود على الاحتلال بعدم مواصلة حملات الاعتقال بل زادتها شراسة.. ليتساءل الفلسطينيون دوما عما جلبته هذه الاتفاقية الأمنية من خير عليهم، فيجدون الإجابة واضحة بلا شيء.