هل تراه قلب الأم قادر على احتمال البعد عن ابنها الذي غيب في زنازين المحتل أم تراه استطاع تجاوز خبر عزله بعد اكتشاف إصابته بفيروس كورونا؟ أيرجف قلبها خوفاً عليه من المعاملة القاسية أم خوفاً من البرد دون غطاء يمنحه الدفء أم ليقينه بأن طفلاً ذو خمسة عشر ربيعاً يحتاج لرعاية مكثفة للقضاء على الفيروس، طفل يعاني وحيداً خلف قضبان الأسر يفتقد قوانين حماية الطفولة، وينتظر من يخلصه من سرطان الاحتلال وفيروس كورونا المستجد.
تقول والدة الطفل الأسير محمود الغليظ من مخيم الجلزون أن إبنها يعيش في ظروف صعبة للغاية، حيث يقبع حالياً في عزل الرملة بعد الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا، في غرفة مغلقة لا أحد يراه ولا يتكلم معه.
تضيف والدة الطفل بصوت حزين تكاد تسمعه: في الزيارة القبل الأخيرة عندما راني محمود بدأ يستنجد بي يما ساعدني يما بعذبوني.. أنا تعبت هون بدي اطلع، عندما رأيته يصرخ ويستنجد بي ولم أستطع مساعدته انهرت بالبكاء وطلبت منه أن يصبر ويلجأ إلى الله.
وتبين والدة الطفل محمود أن محمود أخبره بالزيارة الأخيرة أن لا أحد يزوره ولا يقدم له أية مساعدات ومنذ اعتقاله وهو يرتدي نفس الملابس.
تستكمل والدة الطفل الغليظ حديثه بالقول" في هذا الوقت كان من المفترض أن يكون محمود يجهز نفسه للعام الدراسي الجديد، لا أن يكون داخل زنزانة لا أحد يسمع صوته ولا يسمع صوته وهو يصرخ وينادي ولا أحد يلبي النداء.
لحظة اعتقاله
يقول والدة الطفل محمود حول لحظة ابنه أنه بتاريخ 23/7/2020 وفي تمام الساعة 4 صباحاً اقتحم المنزل عدداّ من جنود الاحتلال، وقاموا بتكسير الأبواب وتفتيش المنزل بطريقة همجية، ثم بدأ الجندي يسألوني عن أسماءنا وعندما وصلنا إلى محمود قال له ارتدي ملابس سوف تأتي معنا، وعندما حاولوا إخراجه بالقوة حاولت الدفاع عنه فقام الجندي بضربي بقوة.
يستردف حديثه بالقول" بعد أربعة أيام من اعتقاله وصلنا خبر إصابته بفيروس كورونا، وأجرينا نحن كعائلة الفحص وكانت نتائجنا سلبية، وبالتالي تكون مصدر العدوى من داخل السجن، أو أن يكون غير مصاب، فقط من أجل تعذيبه نفسياً وحجرة بزنزانة متخصص لمصابي الكورونا كنوع من الضغط والتعذيب النفسي.
مكتب إعلام الأسرى أفاد بأن الطفل المُعتقل يعاني من ظروف نفسيّة سيئة نتيجة العزل الانفرادي، وعدم اهتمام مصلحة السجون بتوفير أقلّ احتياجاته من ملابس ومستلزمات.
يشار إلى أن محكمة الاحتلال العسكرية في عوفر مددت قبل عدة أيام، توقيف الطفل محمود الغليظ من مخيم الجلزون، 8 أيام لحين انتهاء الحجر الصحيّ المفروض عليه.