لا يكاد يمر يوم إلا ويحمل معه مجموعة من قرارات الإبعاد التي تصدرها شرطة الاحتلال بحق الفلسطينيين ممن يتمكنون من دخول المسجد الأقصى المبارك، حيث تستهدفهم بالاعتقال ثم تقوم بتسليمهم قرارات بإبعادهم عن الأقصى لمدة أسبوع وبعدها تجددها لأشهر طويلة.
ويعتبر رواد المسجد والمصلون فيه بأن الإبعاد هو سياسة صهيونية يستخدمها الاحتلال من أجل تفريغ المسجد وإبعاد مصليه عنه؛ والهدف في ذلك هو ترك المسجد للمستوطنين.
ولم تقتصر حرب الاحتلال على المصلين فقط بل طالت الصفوف الأولى من خطباء المسجد والمسؤولين عنه؛ وربما كان الشيخ عكرمة صبري أبرز من شملهم قرار الإبعاد عن المسجد تحت حجج واهية.
ويقول الشيخ صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا لـ مكتب إعلام الأسرى إن قرارات الإبعاد جائرة وهي مرفوضة من قبل الفلسطينيين ولا تساوي قيمتها شيئا، ولذلك كان قراره بالتصدي لقرار الإبعاد ودخول المسجد الأقصى رغما عن الاحتلال يوم الجمعة الماضية.
ويؤكد الشيخ على أن الاحتلال يقوم منذ عدة أشهر بحملة إبعادات موسعة بحق كل من يصلي في المسجد الأقصى؛ محاولا بذلك أن يفرض معادلة جديدة في المسجد عبر تفريغه من المصلين وجعله متاحا للمستوطنين لاقتحامه والتجول فيه بأريحية ومن ثم السيطرة على أركانه.
ويضيف:" رفضنا الإبعاد عن الأقصى هو خطوة أولى في التصدي لهذه الحرب التي تشنها قوات الاحتلال، فهو يريد تفريغنا منه ونحن نرد بأن الأقصى ملك خالص للمسلمين".
حرب هوجاء
خلال أسبوع واحد أصدر الاحتلال أكثر من 35 أمرا بالإبعاد بحق فلسطينيين من القدس والداخل المحتل عن المسجد الأقصى المبارك، ومنذ بداية العام الجديد وصلت قرارات الإبعاد إلى أكثر من خمسين ليتخطى عدد المبعدين حاجز ال250 شخصا بينهم نساء، ويقوم الاحتلال عادة بتسليم المصلين استدعاءات للتحقيق معهم ومن ثم قرارا بالإبعاد لمدة أسبوع وبعدها استدعاء آخر للتحقيق ثم تسليم أمر إبعاد إداري كما يسميه يتضمن الإبعاد لعدة أشهر.
ولعل الفتاة الفلسطينية مدلين عيسى واحدة من المرابطات اللواتي تعرضن كثيرا لقرارات الإبعاد، فيكا تم اعتقالها عدة مرات على مدار السنوات الأربعة الماضية.
وتقول لـ مكتب إعلام الأسرى إنها تعرضت طيلة هذه الفترة لأكثر من عشر مرات اعتقال كانت تنتهي غالبا بقرار إبعادها عن المسجد الأقصى، حيث كان أول اعتقال لها في عام 2015 واستمرت متوالية إلى الآن.
وتوضح بأن الاحتلال عادة ما يقوم باعتقالها قبل بدء الأعياد اليهودية أو استدعائها للتحقيق أو حتى تسليمها قرار إبعاد أثناء تواجدها في منزلها في مدينة كفر قاسم المحتلة عام 1948.
وتبين بأن الاحتلال اقتحم منزلها عدة مرات بهدف التنغيص والتضييق وترهيبها عن الوصول إلى المسجد، مشيرة إلى أن أطول فترة إبعاد عن الأقصى كانت لمدة أربعة أشهر حين تم اعتقالها في شهر أكتوبر الماضي من أمام مصلى باب الرحمة برفقة أطفال.
وقبل عدة أيام سلمت قوات الاحتلال الفتاة عيسى قرارا بإبعادها عن الأقصى لمدة ثلاثة أشهر بعد فترة قصيرة من انتهاء القرار السابق، حيث تم استدعاؤها للتحقيق ومن ثم تسليمها قرار الإبعاد.
وتعتبر عيسى بأن قرارات الاحتلال الجائرة أثرت إيجابيا على تعلقها بالمسجد حيث يزداد المبعدون قوة وثباتا وصمودا رغم ظلم الاحتلال.
وتضيف:" الاحتلال يظن أننا إذا بعدت أجسادنا عن الأقصى فإننا سننساه ولكن الحقيقة أننا متعلقون به لدرجة مواصلة الرباط على أبوابه رغم كل شيء ولن نيأس من هذه الحرب المجنونة".