لماذا يضرب الأسرى الفلسطينيون ؟!
أحداث لاتتوقف في السجون!!
إلى متى ؟!
الكثير من الأشخاص وجهوا لنا مثل هذه الأسئلة ..
لكي نستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة يجب فهم طبيعة العلاقة مابين الأسرى وإدارة سجون الاحتلال ...
هناك علاقتان أساسيتان تحكم واقع السجون وتسيطر عليه، علاقة مكانية وأخرى حياتية ..
حتمية التعايش ... هو التوصيف الأنسب للعلاقة المكانية. فوجود الأسرى في هذا المكان ( السجون ) هو أمر ليس اختياري وإنما جبري وقصري، نتيجة حالة المخاشنة و المدافعة عن قيمة ومبدأ وأرض ينشدونها، وبالمقابل وجود الشرطي أو السجان أمر اضطراري له؛ ليستمر في حياته ( وحياة دولته ) التي يرى أن أحد أشكال عوادمها وانهائها وجود مثل هؤلاء البشر طلاقاء أحرار ..
عدائية المعايشة ... وهي التوصيف الدقيق لطبيعة العلاقة الحياتية ... فالعدائية هي السلطة العليا التي تحكم واقع السجون الحياتي ، لأنه لايتصور مهما طال الزمان أو تعاقبت الليالي والأيام أن تتطور العلاقة بين الجانبين لتصبح علاقة ود ويتولد عنها المحبة، مما يؤثر ايجابا على الظروف الحياتية العامة للأسرى وكأننا في أحد سجون الدنمارك أو السويد ذات النجوم الخمسة .
وبناء عليه تتولد المعادلة الحياتية اليومية التالية ..
متى ضعفت الحركة الأسيرة في قوة قرارها، وتخلت عن المطالبة بحقوقها، أو تغافل الأسرى عن بعض الإجراءات أو تسامحوا بعدم تنفيذ مايتم الاتفاق عليه، أو فترت همتُهم بتقادم الزمن، وباتت النظرة للسجان على أنه يؤدي وظيفة ومجبر عليها، فسيكون البديل المباشر مزيد من الإجراءات القمعية مزيد من مصادرة الحقوق مزيد من التملص من أي التزام أو اتفاق، فالواقع لايقبل الفراغ وسُنة المدافعة مستمرة لاتتوقف، وإفساد الحياة على الأسرى والتنغيص عليهم وقتلهم بأشكال مختلفة هو البديل لكل أشكال الاحتجاجات التي نراها ونسمعها عن الأسرى من الإضرابات الجماعية والفردية أو حل الهيئات التنظيمية أو حرق الغرف وارجاع الوجبات وغيرها من وسائل النضال والمكافحة داخل السجون ...
فأوجاع الإضراب أهون ألف مرة من ألم السكوت والخنوع ...