لم ينل حكم المؤبد المكرر أربعة مرات، من عزيمة الأسير مراد محمد رضا أحمد أبو الرب(36عاماً)من سكان قرية جلبون، شرق مدينة جنين، فقد أصبح محاضراً للأسرى بعد حصوله على شهادة الماجستير، واليوم يرسم بريشته عشقه للوطن والحرية.
في قرية جلبون تجلس أمٌ سبعينية في بيت العائلة، تتحدث عن نجلها السادس في ترتيبه بين أولادها، والذي عشق العلم والتعليم منذ صغره، وواصله خلف القضبان رغم سطوة السجن والسجان، تقول الحاجة رسمية أبو الرب، أم العبد، في حديثٍ لمكتب إعلام الأسرى"عَشِق نجلي وفلذة كبدي وطنه والفن الذي يعبر عن هذا العشق، فالتحق بكلية الفنون في جامعة النجاح الوطنية، وأصبح مطارداً في الانتفاضة الثانية بعد أن أدرجه الاحتلال ضمن قوائم المطلوبين لمخابراته".
تضيف الحاجة المشتاقة لولدها الأسير"بعد إدراج اسمه ضمن المطلوبين، أصبح مراد مطارداً، وبات بيتنا عرضةً للاقتحام ليلاً ونهاراً، وبعد فترة علمنا أن الاحتلال اعتقله في بلدة العيزرية بتاريخ31/8/2006، واستمر عزله والتحقيق معه لمدة ستة أشهر، وبعدها جرى نقله إلى سجن مجدو بعد أن صدر بحقه أمر السجن الفعلي مدة أربعة مؤبدات؛ بدعوى اشتراكه في عمليات مسلحة ضد الاحتلال".
تواصل أم العبد حديثها قائلة"التحق مراد ببرنامج التعليم الجامعي، وحصل على درجة الماجستير، وهو يقوم الآن بالإشراف على دورات علمية وبرامج تدريسية لطلبة الثانوية العامة والجامعة من الأسرى، كما أن بصمة الفن التي يمتلكها ظاهرة بشكل عيان على جدران منزل العائلة، وهي تتضمن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، وتجسيد هذه المعاناة بعمل فني متقن، إضافة إلى لوحات فنية للقدس ومسجدها الأقصى، وعن المرأة وصور متعددة لمواجهات الأسرى".
تقول الوالدة المتعبة"الاحتلال يواصل حرماننا بين الفينة والأخرى من التصاريح وبالرغم من مرضنا فإننا لا نضيع فرصة لزيارته، ويوم دخول العام الثالث عشر قبل أيام، هو يوم ميلاد جديد للأسير خلف القضبان، فلكل أسير يصبح هناك ذكرى ميلاده الطبيعي عند ولادته، وذكرى الميلاد الثاني يوم دخوله عاماً اعتقالياً جديداً".