لكل أسيرٍ في سجون الاحتلال مخزونٌ من الصبر يعطيه القوة لأن يبقى أسطورة تتحطم عليها كل إجراءات السجن والسجّان، وحكاية الأسير عماد عبد الرحيم فاتوني (51 عاماً) من سكان سلفيت، إحدى قصص الصبر والجلد في سجون الاحتلال.
ثلاون عاماً يسرقها الاحتلال علناً من حياة الأسير فاتوني، سرقها ولا زال على مراحل من الألم، لكن الأسير فاتوني كان في كل مرة ينهض ويعود قوياً من جديد، فيخوض سلسلة من انتهاكات الاحتلال بحقه وينتصر في كل مرة.
الأسير فاتوني عاش حياةً غير عادية في طفولته، ففي عمر ال13 عاماً فقد والديه، اعتقل في العام 1989 وأمضى سنة في سجون الاحتلال، وعاد الاحتلال ليعتقله عام 1992 وصدر بحقه هذه المرة حكم لا زال يعاني من آثاره حتى اليوم.
الأسير فاتوني يقضي منذ العام 1992 حكماً بالسجن الفعلي مدة ثلاثين عاماً، فقد نال حريته عام 2011 في صفقة وفاء الأحرار، بعد أن كان أمضى في سجون الاحتلال 20 عاماً، وحين أعاد الاحتلال اعتقاله في االعم 2014 فرض بحقه إكمال حكمه المتبقي والبالغ عشر سنوات مع احتساب السنوات التي قضاها حراً خارج الأسر، ليتبقى له ثلاث سنوات لينال حريته مجدداً.
عاش الأسير فاتوني صوراً من التحدي خلال اعتقاله منها أن رزق بمولود عبر النطف المهربة أسماه عبد الرحيم، وكان أن أهدته عائلته في العام 2017 فرحةً كبيرة، فهو كان ينتظر هذا الخبر السار على أحر من الجمر.
تتحدث زوجته أم العبد لمكتب إعلام الأسرى حول تفاصيل الاعتقال والحياة فتقول"عندما اقترنت بزوجي عماد بعد تحرره في صفقة وفاء الأحرار، أنجبنا طفلاً وبعدها تم اعتقاله على خلفية حادثة مقتل المستوطنين الثلاثة في الخليل بتاريخ 14/6/2014".
مخابرات الاحتلال اتهمت الأسير عماد فاتوني آنذاك بتجهيز سيارة مفخخة، وصدر بحقه حكمٌ يقضي بالسجن الفعلي مدة 30عاماً، وهو يقبع اليوم في سجن النقب الصحراوي، ويمتاز الأسير عماد فاتوني بين الأسرى بقوة عزيمته وصلابة إرادته ومناهضته للمحتل خارج السجن وداخله، فقد كان أحد أبطال محاولة الهرب في سجن شطة، وهو يحمل لقب الديناصور بين الأسرى.