الأكثر إيلاماً في مجتمع الأسرى هو صدور حكم عالي بحق أسير، ومرور السنوات وصاحب الحكم يتجرع مرارة الأسر، وعائلته تنتظر الفرج والصفقات المشرفة التي تصبح بمثابة أملهم في تحرر أبنائهم.
الأسير مجدي حسين فايق سباعنة (35عاماً) من سكان بلدة قباطية، قضاء جنين، صدر بحقه حكمٌ يقضي بالسجن الفعلي مدة 30 عاماً، واعتقل وهو طالبٌ جامعي في القدس المفتوحة في تخصص محاسبة وذلك بتاريخ 13/2/2003.
والدته الخمسينية فوزية سباعنة تتحدث لإعلام الأسرى عن وجعها اليومي وتقول"لم يعد لي سوى ذكريات عشتها معه وبعض الصور، مجدي معتقل منذ الانتفاضة الثانية، وقد مرت علينا مناسبات كنا محرومون من الفرح فيها، فشقيقته تزوجت وهو غائب في السجن خلف القضبان، ووالدها في الأردن، وخرجت من بيتنا بدون سند لنا، وكانت هذه المحطة المؤلمة القاصمة لظهورنا، فجميع شقيقاته كبرن وتزوجن وشقيقهن معزول في مدافن الأحياء، لا يشعر بوجعنا إلا من اكتوى بنار الأسر وعذاباته".
ترحيل الفرح
تضيف الوالدة المكلومة"عندما أكون وحيدةً في منزلي أتذكره بدموع حارة ولسان يلهج بالدعاء بأن يكون نصيبه في صفقة مشرفة فيخرج من أسره شامخاً مرفوع الرأس، فهو قد أدى واجبه الوطني وشارك في مقاومة الاحتلال، وخضع للتحقيق لمدة خمسين يوماً ذاق فيها صنوف التعذيب القاسية، وفي كل زيارة له يزرع في قلبي الأمل والقوة والمعنويات العالية ويخبرني أن مهر فلسطين غالي ونفيس وعلينا الصبر ففرج الله قريب جداً، وهذه الكلمات تكون بمثابة البلسم الذي يشفي جروحي".
تقول والدة الأسير مجدي"هناك أفراح تم ترحيلها حتى يكون الفرج قريب، فشقيقه محمد يرفض الزواج حتى يتحرر مجدي من الأسر، فهو يرفض أن يكون في حفل زفاف وشقيقه في زنزانة وسجن يعتبر من مدافن الأحياء، وهذا الشعور يؤلمني كثيراً، إلا أنه يجسد معنى الأخوة الحقيقي".
وعن وضعه الصحي تقول أم مجدي"أجريت له مؤخراً عملية باسور، ومازالت الأوجاع ترافقه بعد العملية، إضافة إلى وجع أسنانه".