عند اعتقاله في شهر تموز من العام 2003، أطلقت القوات الخاصة الرصاص عليه لاغتياله، فأصيب بجراحٍ لا تزال آثارها عالقةً في جسده حتى اليوم، الأسير مصطفى خدرج (35عاماً) من قلقيلية، يقبع في سجن مجدو بعد أن تم قمعه على يد مصلحة السجون؛ لنشاطه داخل السجن في خدمة إخوانه الأسرى.
خدرج لا يعرف للراحة طريقاً، بالرغم من إصابته، وهو المتحدث باسم الأسرى "الدوبير" ولا يتوقف عن عراك مصلحة السجون من أجل تحقيق مطالب الأسرى، ويحاول دائماً انتزاع كل ما يمكن أخذه من ضباط مصلحة السجون الذين يغضبون منه لحرصه على خدمة إخوانه، وفي الآونة الأخيرة أضيف إلى حكمه البالغ 18 عاماً، سبعة أشهر بتهمة نشاط مخالف للقوانين داخل الأسر، واعتقل الاحتلال شقيقه لمدة عام ونصف، بتهمة مساعدته داخل الأسر.
صديقه المحرر محمد تحدث لمكتب إعلام الأسرى عنه، يقول"الأسير مصطفى خدرج يمكن وصفه كأحد الأسرى المميزين في كافة المجالات، فعند العلاقة مع إدارة السجن تجده مدافعاً عن الأسرى لا يخشى عقوبات تفرض عليه لمواقفه المشرفة مع إخوانه الأسرى، وعند الحديث عن الكتابة، فقد أنجز مؤلفاً ذو قيمة، وهو كتاب "الإشاعة" أوضح فيه خطر الإشاعة على المجتمع وخصوصاً في صفوف الأسرى".
يضيف محمد"تعتبره بعض السجون خطيراً، فعلى سبيل المثال ترفض مصلحة السجون في سجن النقب الصحراوي استقباله، وقد تم قمعه منها إلى سجن هداريم، وهو الآن في سجن مجدو، ومع وجوده في أي سجن يأخذ على عاتقه خدمة إخوانه والتخفيف من عذابات الأسر".
والدته المريضة تقول عن ابنها مصطفى خدرج"يوم اعتقاله ظننا أنه استشهد فالقرار كان اغتياله وليس اعتقاله، ابني تعرض إلى التحقيق القاسي رغم إصابته التي مازال يعاني منها، وحرم من الزيارة فترة طويلة، وتوفي والده وهو داخل الأسر وفي الزيارات التي سمح لنا بها كانت مصلحة السجون تخضعنا للتفتيش، وبعدها المنع والاستجواب الميداني، وقد اعتقل شقيقه أثناء زيارته لمدة عام ونصف؛ بتهمة مساعدته في إدخال شريحة هاتف نقال".
تتمنى والدة الأسير خدرج أن يتم الإفراج عنه كي تفرح به قبل مفارقتها الحياة، تقول"ابني الأسير دخل في العام ال35، وتبقى على موعد الإفراج عنه أربع سنوات، وأتمنى أن أكون على قيد الحياة وأفرح به، فهو قد دفع فاتورة باهظة من عمره وصحته من أجل قضيته، ويوم الإفراج عنه بالنسبة لي هو يوم عيد حقيقي، فكل الأعياد تمر علينا ولا نشعر بها والمناسبات ليس لها طعم، فالأسرى يكتوون بنار الحرمان والعزل".
تختم أم الأسير خدرج حديثها بالقول"كلما أشاهد صوره التي يرسلها لنا من داخل الأسر أصاب بالصدمة، فأنا أعد الأيام الباقية عداً، لعل العمر يطول بي وأستقبله في أحضان الحرية بعيداً عن أسوار السجون، فقد هرمنا من هذه السجون، وأصبحت أبوابها وأسوارها جزءاً من حياتنا".