في أعقاب عملية الخليل في صيف حزيران من العام 2014، أعاد الاحتلال اعتقال الأسير شادي عودة من سكان قلقيلية وهو الذي نال حريته في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، بعد أن أمضى 10 سنوات من حكمه الأصلي والبالغ 21 عاماً، لتعاد ذكريات اعتقاله من جديد في سجن النقب الصحراوي.
زوجته إخلاص حماد تحدثت لمكتب إعلام الأسرى حول زوجها الصابر المحتسب، تقول"اقترنت به بعد تحرره، وأنجبنا طفلتنا عائشة، وبعد اعتقاله لم أكن اعلم أنني حامل، وجاء محمد الذي كان ينتظره طويلاً، ولكن حال بينهما ظلم الاحتلال الذي منعه من الفرحة بابنه البكر، فوصل الخبر إليع بعد فترة له بهدية الله تعالى له، وكانت فرحته لا توصف".
تصف الزوجة حماد زوجها بالزوج المثالي الذي لا يئن ودائم التفاؤل، تقول" على الرغم من الفترة القصيرة التي عشتها معه، إلا أنه كان مثالياً في كل صفاته وأخلاقه، وكان دائماً يحمل هم إخوانه الأسرى الذين تركهم خلفه ويكثر لهم الدعاء باستمرار، وعند اعتقاله لم يجزع ولم ينتابه الخوف، فهو مستسلم لقضاء الله وقدره، وطفلتنا عائشة كانت متعلقة به، واليوم كبرت عائشة بعيداً عن والدها، ومن خلال الزيارات تكون العلاقة بينهما وبدوني، فأنا ممنوعة من الزيارة، في حين تذهب هي مع جدتها للزيارة".
والدة الأسير شادي، الحاجة عائشة عودة تفتخر بابنها، تقول"رغم إعادة اعتقاله وحكمه، إلا أنني اعتبر ابني شادي الضريبة الغالية التي ندفعها من أجل فلسطين والمسجد الأقصى، فهو لم يفرح بزواجه ولا بطفلته عائشة، وجاء محمد وهو في الأسر، ومع ذلك عند زيارته أجد أمامي رجلاً صابراً لا يؤثر عليه سجنٌ ولا سجان، وخلال الزيارة يحدثني عن الفرج وكيف سيكون قريباً، وكيف لن يطول به المقام في السجن".
د.ياسر حماد، والد زوجة الأسير شادي عودة، والذي عايشه عام 2015 في الأسر يقول" أنا لم أكن أتوقع أن زوج ابنتي الأسير شادي بهذه الأخلاق العالية والصفات المثالية، فداخل الأسر كان بالنسبة للأسرى سنداً ومعيناً لهم على تجاوز عذابات الأسر؛ فهو كان المصلح الاجتماعي بصمت بين الأسرى ويحرص على إصلاح ذات البين بين كل أسيرين حدث بينهما خلاف".
يضيف د.حماد"كما أنه خياطهم البارع ونجارهم المتقن وخادمهم الأمين ومن إحدى إبداعاته أنه ابتكر وسيلة إصلاح بين أسيرين من خلال كتابة رسالتين كل واحد بتوقيع اسم الأسير تضمنت اعتذار كل واحد للآخر، وأن يكون اللقاء للمصالحة بعد صلاة المغرب، وبالفعل تعانق الأسيرين ببكاءٍ حار، ولم يعلم كل واحد منهما أن شادي هو من صنع هذا المعروف".
يتابع د.حماد حديثه بالقول"أنا افتخر أنه زوجة ابنتي، فهو يخدم الأسرى بصمت ويتحرك بينهم يتلمس احتياجاتهم ويعطي دورات للأسرى الجدد ويخفف عنهم مصابهم داخل الأسر ويسعى إلى تصبيرهم".
المحرر محمد خضر والذي تحرر قبل أسابيع من القسم الذي يقبع فيه الأسير شادي يقول"الأسير شادي يمكن وصفه بالأسير المضحي من أجل إخوانه، فهو يتقن الخدمة في كل المجالات، فأينما يحتاجه الأسرى يكون حاضراً بدون طلبٍ منه، فهو المبادر المتطوع على مدار الساعة ولا يلتفت إلى الإرهاق الذي يعتريه، فهو صاحب شعار"ولّى عهد النوم يا خديجة"، والأسرى يعتبرونه أيقونتهم التي تشحنهم بالصمود والإرادة القوية وعدم الخضوع.