16عاماً هي سنوات اعتقالٍ مرهقة أمضاها الأسير المريض رياض دخل الله أحمد العمور (48عاماً) من سكان مدينة بيت لحم، متنقلاً بين عيادات ومستشفيات الاحتلال دون رعاية طبية حقيقة، ودون اهتمام بوضعه الخاص، وحمله في صدره جهازاً منظماً لضربات القلب انتهت صلاحيته.
مكتب إعلام الأسرى يسلّط الضوء على معاناة الأسير العمور الذي يعتبر أحد الحالات المرضية الصعبة في سجون الاحتلال، ويعاني من مشاكل متفاقمة في القلب قبل اعتقاله، ويوجد في صدره جهاز منظم لضربات القلب.
مماطلة في العلاج
جهاز منظم ضربات القلب، جهاز بصلاحية، يحتاج لتغيير كل عدة سنوات، وقد انتهت صلاحيته منذ أكثر من 6سنوات، ويحتاج إلى تغيير، ورغم ذلك تماطل إدارة السجون في تغييره له، للإمعان في التنكيل به، واستمراراً لسياسة الإهمال الطبي بحقه، وبحق كل الأسرى المرضى.
الأسير العمور يقبع حالياً في سجن عسقلان، وهو محكوم بالسجن المؤبد 11 مرة، وقد أمضى منها 16 عاماً متنقلاً بين عيادات السجون والمستشفيات الخارجية للاحتلال نتيجة وضعه الصحي الصعب.
في العام 2012 وبعد مماطلة لسنوات وتراجع في صحة الأسير العمور لحد الخطورة أجرت له سلطات الاحتلال عملية قلب مفتوح، وكان من المفترض أن يغيّر الاحتلال جهازه منظم لضربات القلب الذي انتهت صلاحيته، إلا أن أطباء الاحتلال قاموا فقط بتغيير مكان الجهاز من الجهة اليسرى إلى الجهة اليمنى، الأمر الذي أدى إلى المزيد من الالتهابات الحادة التي يعانى منها العمور حتى اليوم.
يذكر مكتب إعلام الأسرى بأن الأسير العمور معتقل منذ العام 7/5/2002، بعد أن طارده الاحتلال لسنوات بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى، وقد تعرض لتحقيقٍ قاسٍ أصيب خلاله بمشاكل صحية في رأسه وبطنه، كما وأصيب خلال الانتفاضة الأولى برصاصة في بطنه، تم على إثرها استئصال أجزاء من أمعائه.
علاوةً على ذلك أُصيب الأسير العمور خلال انتفاضة الأقصى قبل اعتقاله بعامين برصاصة في الرقبة، وامتنع الأطباء عن إخراجها خوفاً من أن تسبب له الشلل الكامل، ورغم ذلك حكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد 11 مرة.
الأسير العمور أمضى حتى الآن 16 عاماً في السجون، قضى ما يزيد عن 10 سنوات منها في مستشفى سجن الرملة، ونقله الاحتلال أيضاً إلى مستشفيات أخرى، ورغم ذلك لم يطرأ أي تقدم على حالته الصحية، والتي تزداد سوءاً في كل يوم.
يعاني الأسير العمور إضافة إلى مشاكل القلب من مشاكل في المعدة، ومن وجود مياه على الرئة ومشاكل في الأسنان و ضيق في التنفس، كما ويشعر بالإرهاق والتعب الشديد على مدار الوقت، وقد تعرض لإعطاء حقنة بالخطأ قبل سنوات أدت إلى إصابته بالدوخة المستمرة، وأصبح في الآونة الأخيرة يتعرض لحالات إغماء متكررة بشكل مفاجئ.
لا يزال الأسير العمور ينتظر منذ سنوات تغير جهاز منظم ضربات القلب له، الأمر الذي يزيد نسبة الخطورة على حياته.
ولا يزال الأسير العمور وكافة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، بانتظار تدخل حقيقي من المنظمات الحقوقية والإنسانية والطبية الدولية من أجل الضغط على الاحتلال لوقف سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى، وقتلهم بشكل بطيء، والاحتلال مجبر على التعاطي مع قضية الأسير العمور بصفتها قضية إنسانية، وذلك قبل فوات الأوان.