عيدٌ أخر مر على بيتهم وقلبهم يسكن سجن الرملة، عائلة الأسير المريض معتصم رداد، من بلدة صيدا، شمال طولكرم، قضوا العيد تحسراً على وضع نجلهم الصحي المتدهور، فلا تعرف العائلة تفاصيل جديدة عن وضعه، ما يجعلهم يعيشون حالةً من الطوارئ في كل يوم، وفي كل محطة تمر عليهم يزداد وجعهم فيها.
شقيق الأسير معتصم رداد، عاهد رداد تحدث لمكتب إعلام الأسرى عن عذاب العائلة النفسي، فأمراض شقيقه الأسير لا تتحملها الجبال، يقول عاهد وصوته لا يكاد يُسمع تأثراً لوضع شقيقه"شقيقي الأسير معتصم رداد يعاني من عدة أمراض خطيرة، وكل من يعرف تفاصيلها يصاب بالصدمة، ففي كل شبر في جسده مرض يختلف عن الآخر".
يوضح رداد" معتصم يعاني من فقر الدم الشديد وقوة الدم ما بين 5 إلى 7، ويتلقى حقناً من الحديد باستمرار، وفي كل شهر يُعطى حقنة كيماوي لمعالجة سرطان الأمعاء والالتهابات الحادة، والتلف في الأمعاء وصل لديه إلى 100%، وقرر الأطباء استئصال جزء منها، وأثناء نقله إلى غرفة العمليات تم تأجيل العملية، وبعدها رفض شقيقي استئصال أجزاء من الأمعاء".
ويضيف شقيق الأسير معتصم رداد"ما يأكله شقيقي الأسير معتصم يستفرغه دماً، وهو يعاني من الضغط المرتفع، وعدم انتظام في دقات القلب، والتهاب مفاصل، وضعف في النظر، وتكسر في القفص الصدري بسبب هشاشة العظام والتحقيق الميداني الذي خضع له، وضعف في الأعصاب، وهو يمشي بصعوبة، وجهاز المناعة لديه لا يعمل".
وعن يوم العيد يقول عاهد رداد" لا نعرف طعماً للعيد وغيره، والحديث عن وضع معتصم قائم على مدار الساعة، فأمراضه لا تسمح لنا بالفرح أو نسيان معاناته برهة من الزمن، فمن يسمع عن أمراضه يصاب بالصدمة ويتساءل كيف لا يزال على قيد الحياة".
ويضيف رداد"لم نعرف الفرح منذ اعتقاله بتاريخ 1212006، وحتى قبل اعتقاله طاردته قوات الاحتلال لمدة عامٍ كامل، وكانت الفترة صعبة عليه وعلينا، وفي العام 2008، أصيب بالمرض وحاول إخفاء المرض عنا لمدة عامين، وفي العام 2010 كانت الصدمة لنا جميعاً، فقبل هذا التاريخ كان يقول لوالدتي أنه مرهق من الرياضة، ولم يكن يخبرها بأوجاعه وأمراضه".
عائلة الأسير رداد تؤكد على أنه يتناول 30 حبة دواء لأمراضه التي ذكرها شقيقه، فهو يعيش جحيم المرض والسجن معاً، وفي سجن الرملة الذي يشبه المسلخ لا رعاية طبية تذكر، فمن يسكن سجن الرملة هم شهداء مع وقف التنفيذ.
ويذكر رداد حادثة مؤلمة عن شقيقه قائلاً"والدي الذي فارق الحياة قبل يومين من زيارته كان في غاية الفرح والسرور عندما حصل على تصريح زيارة له، إلا أن المنية عاجلته قبل الزيارة بساعات بنوبة قلبية حادة، وبدلاً من زيارته رحل إلى الرفيق الأعلى في مشهد محزن انتابنا جميعاً".
الأسير معتصم رداد كان لا يزال طالباً جامعياً يدرس في جامعة خضوري قبل اعتقاله، ولاحقاً انتقل إلى جامعة القدس المفتوحة، إلا أنه وبعد عامٍ واحد اعتقل، تزامناً مع استشهاد رفاقه.
والدة الأسير معتصم رداد، الحاجة آمنة رداد، لا تدع أي وقفة تضامنية مع الأسرى إلا وتكون في مقدمتها، قالت لمكتب إعلام الأسرى"ابني الأسير يحتاج إلى المساعدة، فمرضه لا يُحتمل، وعلى الجميع الوقوف بجانبه وبجانب الأسرى المرضى".