في ساحات المسجد الأقصى، وقبل حلول العيد بيومين، كان المحرر الداعية عز الدين عمارنة (49عاماً) في لحظة عاطفية تشده نحو الأسر الذي تحرر منه قبل قرابة الشهرين، وهو يتذكر ابنه الشبل مجاهد القابع في سجن مجدو في قسم الأشبال، بعد أن صدر بحقه حكمٌ يقضي بالسجن الفعلي لمدة 25 شهراً .
الشيخ عمارنة يصف لمكتب إعلام الأسرى تلك اللحظات قائلاً"الاحتلال لم يترك ولداً ولا بنتاً من عائلتي إلا وكان له نصيب من الاعتقال، فأنا اعتقلت أكثر من سبع سنوات، واعتقل الاحتلال ابني أحمد واعتقل ابنتي المحامية، واعتقل ابني الشبل مجاهد، فمحطة الاعتقال لم تفارق منزلي على مدار السنوات السابقة".
يضيف عمارنة"في شهر رمضان ومع اقتراب محطة العيد أشعر بغربة داخلية، فأنا وعائلتي نتجرع مرارة الأسر منذ سنوات، ولم نجتمع على مائدة واحدة وفي عيد واحد، فالاحتلال يمارس الاقتحام للمنزل والاعتقال، حتى أن والدتي المريضة والتي تحبني كثيراً تخشى من النوم في منزلي، خوفاً من مداهمة جيش الاحتلال لمنزلي واعتقالي أو اعتقال الأبناء".
وقال المحرر عمارنة"من مسرى الحبيب صلى الله عليه وسلم، نعيش لحظات الفراق مع الأبناء، فقدرنا أن نكون في هذا الوضع المؤلم نفسياً علينا جميعاً، وعندما كنت أسيراً قبل أشهر رفض الاحتلال جمعي مع ابني الأسير الشبل مجاهد، حتى تكون المعاناة أكبر، فالاحتلال ينتقم مني ومن عائلتي على مدار السنوات.
ولفت المحرر عمارنة إلى أنه لا يريد أن يشير للعذاب الصامت الذي تتجرعه عائلات الأسرى في المحطات الدينية والاجتماعية التي تحل عليها، فألم الأسر لا يتعلق فقط بالفراق، بل بافتقاد الأسير لتفاصيل المناسبة التي تمر.